تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
العدد:931 2018/12/25
طباعةحفظ


مواسم عاجلة

ملحق ثقافي
2018/12/25
نور طلال نصرة

أتلبّدُ كغيومٍ عاجلةٍ

تخافُ الضجرَ‏

وتضطربُ لصوته في الليل،‏

تنتظرُ،‏

أن تبتلّ بلحنٍ غارقٍ‏

وأن تنتزعَ من ضفاف هذا النهر‏

مواعيدَنا المرتبةَ..‏

**‏

أنفكُ عنكَ مع آخر زر‏

قطعتُ خيط َوصاله بأسناني‏

كطفلةِ الحقول التي تنكبّ على الحشائش‏

دفعةً واحدةً،‏

دون أن تبالي بسقطتها..‏

أو بالكلمات التي قالتها جزافاً‏

هكذا هو الحب،‏

تكثر ولائمه عند الوداع.‏

**‏

ظلي اللئيم لا يبتسم للغرباء،‏

أبكي إذ تُفتح مسامٌ جديدة في جلدي‏

ويصبحُ غرز أظافركَ أو أسنانك‏

أسهلُ بكثير،‏

لا تحتاج حينها لكمٍ هائل من الكره لتفعلها‏

فقط املأ جعبتك بفيض الذكريات‏

وأتساءل‏

أحقاًّ أكرهك؟‏

لماذا إذاً ما زلت أتعثرُ بضياء وجهك‏

وتسلبني تلك الضحكةُ قوتَ فمي‏

وكلّما هبّت ريحٌ‏

تشعلُ لي فانوساً من قلقٍ..‏

**‏

أنا لا أضعُ في جيبي حبّاتِ اللوز الأخضر‏

لكنني أجعلُ من الأشجار ظلاً مناسباً‏

لشهقة روحي الخرساء‏

حين تضاجع أملاً هارباً‏

وتقول تعالي لنطيرَ سويةً‏

أيّ هواء سيحملنا؟‏

ومن سيرفع فستاني عالياً؟..‏

**‏

هل لي أن أتناول كأساً من صلواتك‏

قبل أن أموت‏

لقد رأيت جذع شجرة ثمِلاً،‏

يراقصني،‏

ويقشّر الحزن عن ضفيرتي‏

لذلك انتظرت‏

قبل أن يسحبوني من قدمي إلى التابوت‏

انتظرت أن يسرع أحد ما‏

ويخبرك‏

أن خصري ينزف‏

وأن الدموع لم تعد تجدي‏

لتنظيف بقع أقدام أولئك الغرباء‏

الذين يدخلون ويخرجون‏

دون استئذان...‏

وما معنى أن تحبني‏

أن تلتقط من فمي كل القبلات‏

التي كنت أدخرها لك‏

وأن ألثم جرح فمك‏

وأكتفي بطعم الملح..‏

**‏

بإمكانك وأنتَ تجنح لهذه الفكرة‏

أن تقبض على كف الريح‏

كي لا تصفعني‏

وأن ترسم طريقاً للأشجار التي تمر بك‏

قد أخطأ هذا الهندي عندما قرأ كفي‏

وقال درب الحياة فوضى‏

لا يدركها إلا من بعثر‏

أجزاءه وتمرّد..‏

**‏

تمشطني الحياة بأسنان حادة‏

لا تحصد مني سوى الخيبات‏

أرتبها بمنظر يليق بسيرتي الذاتية‏

فيستهويها طعم اللحم المقدد بالخل..‏

ويخيّل إليّ أنّك تمازحني‏

بين شطري الابتسامةِ‏

نرتكب حماقة أخرى..‏

اكتفي بذوبانك كحبة شوكولا‏

منكهة بلذة البقاء‏

أنظر إلى ابتسامتك‏

كآخر معاقل الجنون‏

وأهرب،‏

فهذا المكان لم يعد يتسع لكلينا...‏

يا لظلامية الفكرة‏

وأنا أستجدي بقاء يديك‏

لا يقلقني رحيلك في لحظات كهذه‏

ما يخيفني‏

هو أن تمسك يدي دون مبالاة،‏

يا لك من رجل‏

تجيدُ تصويب القلب أينما تشاء..‏

إضافة تعليق
اسم صاحب التعليق:
البريد الإلكتروني لصاحب التعليق:
نص التعليق:
 

العدد:931 2018/12/25

الأعداد السابقة

اليوم الشهر السنة
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية