تخافُ الضجرَ
وتضطربُ لصوته في الليل،
تنتظرُ،
أن تبتلّ بلحنٍ غارقٍ
وأن تنتزعَ من ضفاف هذا النهر
مواعيدَنا المرتبةَ..
**
أنفكُ عنكَ مع آخر زر
قطعتُ خيط َوصاله بأسناني
كطفلةِ الحقول التي تنكبّ على الحشائش
دفعةً واحدةً،
دون أن تبالي بسقطتها..
أو بالكلمات التي قالتها جزافاً
هكذا هو الحب،
تكثر ولائمه عند الوداع.
**
ظلي اللئيم لا يبتسم للغرباء،
أبكي إذ تُفتح مسامٌ جديدة في جلدي
ويصبحُ غرز أظافركَ أو أسنانك
أسهلُ بكثير،
لا تحتاج حينها لكمٍ هائل من الكره لتفعلها
فقط املأ جعبتك بفيض الذكريات
وأتساءل
أحقاًّ أكرهك؟
لماذا إذاً ما زلت أتعثرُ بضياء وجهك
وتسلبني تلك الضحكةُ قوتَ فمي
وكلّما هبّت ريحٌ
تشعلُ لي فانوساً من قلقٍ..
**
أنا لا أضعُ في جيبي حبّاتِ اللوز الأخضر
لكنني أجعلُ من الأشجار ظلاً مناسباً
لشهقة روحي الخرساء
حين تضاجع أملاً هارباً
وتقول تعالي لنطيرَ سويةً
أيّ هواء سيحملنا؟
ومن سيرفع فستاني عالياً؟..
**
هل لي أن أتناول كأساً من صلواتك
قبل أن أموت
لقد رأيت جذع شجرة ثمِلاً،
يراقصني،
ويقشّر الحزن عن ضفيرتي
لذلك انتظرت
قبل أن يسحبوني من قدمي إلى التابوت
انتظرت أن يسرع أحد ما
ويخبرك
أن خصري ينزف
وأن الدموع لم تعد تجدي
لتنظيف بقع أقدام أولئك الغرباء
الذين يدخلون ويخرجون
دون استئذان...
وما معنى أن تحبني
أن تلتقط من فمي كل القبلات
التي كنت أدخرها لك
وأن ألثم جرح فمك
وأكتفي بطعم الملح..
**
بإمكانك وأنتَ تجنح لهذه الفكرة
أن تقبض على كف الريح
كي لا تصفعني
وأن ترسم طريقاً للأشجار التي تمر بك
قد أخطأ هذا الهندي عندما قرأ كفي
وقال درب الحياة فوضى
لا يدركها إلا من بعثر
أجزاءه وتمرّد..
**
تمشطني الحياة بأسنان حادة
لا تحصد مني سوى الخيبات
أرتبها بمنظر يليق بسيرتي الذاتية
فيستهويها طعم اللحم المقدد بالخل..
ويخيّل إليّ أنّك تمازحني
بين شطري الابتسامةِ
نرتكب حماقة أخرى..
اكتفي بذوبانك كحبة شوكولا
منكهة بلذة البقاء
أنظر إلى ابتسامتك
كآخر معاقل الجنون
وأهرب،
فهذا المكان لم يعد يتسع لكلينا...
يا لظلامية الفكرة
وأنا أستجدي بقاء يديك
لا يقلقني رحيلك في لحظات كهذه
ما يخيفني
هو أن تمسك يدي دون مبالاة،
يا لك من رجل
تجيدُ تصويب القلب أينما تشاء..