تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في شرعية الإنجاز

إضاءات
الاثنين 11-11-2013
د.خلف علي المفتاح

قد يصل حزب أو سياسي الى السلطة عبر شعارات يرفعها أو برنامج اقتصادي و اجتماعي و سياسي يطرحه على الجمهور، فيكون ذلك الشعار، و تلك البرامج الرافعة الاجتماعية له،

و لكي يستمر الحزب في قيادته للعملية السياسية والاجتماعية لا بدّ له من تحقيق إنجازات فعلية على كل الصعد الاقتصادية و الاجتماعية و التنموية تنعكس على المجتمع بشكل عام، و حيزه الاجتماعي و الطبقي بشكل خاص، ما يمكّنه من الاستمرار ببرامجه و مشاريعه و تنفيذ سياساته، و بالتالي البقاء في السلطة، و لعل أبرز التحديات التي تواجه تلك الأحزاب القدرة على التعاطي الإيجابي مع مجمل التطورات الحاصلة في المجتمع، و امتلاك الرؤية الصحيحة في التعاطي معها بروح عالية من حسّ المسؤولية، مع تحديد لأولويات العمل انطلاقاً من حاجات الجمهور و تطلعاته، و لا سيما القوى الحية فيه و في مقدمتهم جيل الشباب، و لا شك أن عدم تحديد الاولويات يعني عملياً الابتعاد عن المجتمع، و بالتالي خسارة الحزب لجماهيره و ابتعاده عن قضاياها و احتياجاتها و رغباتها، ما يعني خسارته لقاعدته الشعبية وحيزه الاجتماعي، و هذا بالمحصلة يعني الانسحاب التدريجي من دائرة الفعل السياسي و مغادرة السلطة في اول استحقاق ديمقراطي حقيقي وشفاف .‏

إن القول: إن الحزب معادلة فكرية و تنظيمية هو قول صحيح من الناحية النظرية، لكن الحزب بالمعنيين الاجتماعي و السياسي فكر و تنظيم و إنجاز و سلوك، فالحزب أي حزب سياسي يقدم نفسه لجمهوره على أنه صاحب انجازات حقيقية و ملموسة ترفع من مستواهم المعيشي تحسن في شروط حياتهم، و تجعل منهم شركاء حقيقيين في صياغة و تصميم السياسات الاقتصادية وأدوات فاعلة ومجتهدة و مبدعة في تنفيذها، و الأكثر من ذلك يقدم منتسبوه الصورة النموذجية و القدوة في التضحية و العطاء و الانجاز .‏

إن الحزب أي حزب، و السياسي أي سياسي لا يُحكم عليه من خلال أقواله فقط، إنما من خلال ما يحققه من انجازات و شعارات يرفعها و برامج يطرحها على جمهوره، هذا على الصعيد الداخلي، أما على الصعيد الخارجي فالأمر لا يختلف كثيراً عن ذلك، فالانفتاح و الدخول في شراكة دولية و الانخراط في البيئة العالمية و انعكاس ذلك على عملية التنمية والاستقرار و الأمن الوطني و حفظ وصيانة أمن الوطن و المواطن و تجنيب البلاد الحروب والكوارث هي قضايا مهمة وحاسمة في هذا المجال .‏

ولا شك أن قوة الداخل و تماسكه تعطي قوة و دينامية للفعل الخارجي، من هنا تأتي أهمية التناغم و الانسجام بين الداخل و الخارج، و هنا تصبح الوحدة الوطنية و تماسك البنية المجتمعية أساسية و حاسمة في ذلك، ما يكسب القرار السياسي حصانة و نفوذاً، و هذا بالمحصلة يصب في خانة المصلحة العامة بأبعادها الحقيقية و الاستراتيجية، لتنعكس قوة و أمناً و استقراراً و تنمية، الرابح منها بالمحصلة النهائية الوطن أولاً و المواطن ثانياً و ثالثاً و رابعاً.‏

khalaf.almuftah@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خلف المفتاح
خلف المفتاح

القراءات: 11429
القراءات: 1124
القراءات: 881
القراءات: 1038
القراءات: 904
القراءات: 969
القراءات: 990
القراءات: 945
القراءات: 1013
القراءات: 965
القراءات: 1028
القراءات: 942
القراءات: 972
القراءات: 1007
القراءات: 1060
القراءات: 1021
القراءات: 1127
القراءات: 1098
القراءات: 1017
القراءات: 1078
القراءات: 1026
القراءات: 1051
القراءات: 1079
القراءات: 1104
القراءات: 1368
القراءات: 1259

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية