تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وقـــد أخطأنـــا..

رؤيــة
الأربعاء 21-3-2012
سوزان إبراهيم

اليوم تتساوى ساعات الضوء وساعات العتمة.

يصبح حبنا لدمشق- سورية طاعناً في الضوء... فهل تتساوى موازين عشقنا لها.. وبعض الحب قتّال؟!‏

أن تتساوى ساعات النهار والليل يعني أن أشجار اللوز والمشمش تدخل في فصل بياضها وتترك لنا وعداً بالأخضر.. وأن الثلوج المعمِّمَة رأس الشيخ والحرمون تبدأ طقس الذوبان, فيفيض خصباً بردى..‏

أن تتساوى ساعات النهار والليل يعني أن نحتفل بأمهاتنا, ولهذا (الآذار) طعم يختلف كثيراً هذا العام, فأمهات سورية كنّ الأكثر حزناً وفقداً.. والأكثر فخراً أيضاً..‏

عفوكنَّ أمهات بلدي.. أي هدية تليق اليوم بدمع عيونكنَّ.. بحرقة قلوبكنَّ.. بساعات انتظاركنَّ على مفارق الأمل.. بأكفّ دعائكنّ.. بمناديل حزنكنَّ البيضاء!‏

أي هدية تليق بكنَّ نساء وبنات بلدي.. وقد خلّفكنَّ عدم تساوي ساعات الحب, عند بعضنا, أرامل وثكالى ويتيمات وشمعات فقد!؟‏

كيف لقلّةٍ منّا يبذرون اللاحب بيننا أن يثمر حصادهم كل هذا الدم والخراب؟!‏

كيف لكلّ الحب الذي ينثره السوريون في كل حفنة تراب, وكل ساقية ماء, وكل غرسة ياسمين وجوري.. ألاّ يفوح عبقاً ويمامات سلام...!‏

في سيارة تنهب الطريق إلى «شهبا» السويداء قبل يومين, وفي مركزها الثقافي, وفي بيت أحد أبنائها, لم أكن بحاجة لأي دليل على عمق انتماء السوريين لكل حبة حنطة شامية.. لكل قطرة مطر تزفها سماء سورية.. كان الشعر وآثار البازلت العابر للزمان.. وفيليب العربي.. وسلطان باشا الأطرش.. وجمال عبد الناصر يوحدون قلوبنا, فتتساوى ساعات نهاراتنا جميعاً.. وتتساوى ساعات الحب.‏

سورية يا أمّنا.. لعلّنا أسأنا التصرف في حبك, فأدّبينا..‏

لعلّ بعضنا نسي بياض ياسمينك.. عبق جوريك.. نكهة حنطتك.. سلسبيل مائك.. لعلّ بعضنا تاه عن أخضر جزيرتك أو أبيض قطنها..‏

لعلّ بعضنا أضاع البوصلة إلى شموخ شهبائك.. رقراق عاصيك, زرقة بحرك.. كبرياء بازلتك...‏

سورية.. يا أمّنا.. سامحينا.‏

suzan_ib@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سوزان ابراهيم
سوزان ابراهيم

القراءات: 1393
القراءات: 1340
القراءات: 1547
القراءات: 1465
القراءات: 1548
القراءات: 1945
القراءات: 1349
القراءات: 1484
القراءات: 1466
القراءات: 1529
القراءات: 1457
القراءات: 1560
القراءات: 1527
القراءات: 1466
القراءات: 1533
القراءات: 1570
القراءات: 1551
القراءات: 1583
القراءات: 1585
القراءات: 1532
القراءات: 1549
القراءات: 1592
القراءات: 1605
القراءات: 1619
القراءات: 1572

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية