إذ يتعطل مجلس الأمن ومثله مجلس حقوق الإنسان وغيرهما, وتعمى وسائل الإعلام وتخرس, تتحطم عدساتها وتتكسر أقلامها فالعالم صم بكم !
لم يتحرك عالم أميركا والدائرون في فلكه من دول عربية وأوروبية ومن منظمات وهيئات ومجالس دولية مرة , لمعاقبة إسرائيل أو حتى لومها على ما ارتكبت وترتكب منذ ستين سنة ونيف , ويقوم هذا العالم ولا يقعد حين تمارس وحدات الجيش السوري الوطني حقها وواجبها في حماية مواطنيها من جرائم عصابات إرهابية غريبة دسها عالم أميركا ذاته في سورية ومولها وسلحها !
هذا المشهد من ازدواجية المعايير ومن الزيف والنفاق السياسي الأميركي الغربي , يتكرر يوميا حتى صار طبيعيا مألوفا ويتماهى مع وقع الحياة اليومية لهذا العالم, حيث تبلدت العيون الشاهدة على الجرائم الإسرائيلية وعميت , واعتادت الألسن الخرس الذي يسيطر عليها منذ زمن طويل , فمن الطبيعي والمبرر أن تقتل إسرائيل العرب وتدمر كياناتهم وتنتهك حرماتها يوميا ومن الطبيعي أن يموت العرب باليد الإسرائيلية .. ولا جديد يستحق الذكر, ولكن :
ثمة عالم جديد يتشكل , سواء أرادت أميركا وحلفاؤها أن يروا ذلك ويصدقوه أم لا , عالم سيقلب كل المعايير السياسية الزائفة المعتادة والمتكررة , وسيعيد إنعاش كل ما أدخلته أميركا في الموت السريري السياسي منذ زمن بعيد , عالم تقوده قوى ناشئة أو مستعادة , مثل روسيا والصين ومجموعة الدول والمجتمعات التي آن لها أن تقول كلمتها في عالم يصغي !
وثمة ما يشي بأن مجموعة من السيناريوهات التي يجري إعدادها في أكثر من منطقة في العالم تخرج رويدا رويدا إلى الضوء السياسي, ستغير وجه العالم وتعيد ترتيبه دون حروب عالمية مدمرة على الطريقة الأميركية الأوروبية , ودون نزاعات دموية إقليمية أو محلية متعددة في هذه المنطقة أو تلك من العالم .. ولكن , ليس دون إقصاء أميركا وحلفائها عن سدة العرش العالمي !!