يصنع تمثالَ شمعٍ
يطفو على ماء الحزن طوعاً.
في ذلك الانفجار.. في الشارع الخلفي
سقط خمسون شهيداً\ قتيلاً
وقصيدتان.. ولوحة.
بلى.. أنا من استعار القصيدتين واللوحة!
رممتُ ما فيهما من بقايا.. وبنيت عشاً على غصن بيت.
اخترعت جيراناً لن يموتوا..
وعملةً تمكنني من شراء رغيف فرحٍ..
وقليل من النوم.
أشتغل الآن في نقر الشواهد الرخامية
لأموات لم ينتظروا وداعاً مناسباً.
وقد أعكف- ربما لوقت طويل-
على نحت أسماء جديدة لأشياء الماضي
فطرقات المعنى لا تبدو سالكة أبداً.
ما لم تفاجئني عبوةٌ ناسفةٌ.. أو رصاصةُ قناص
سيكون جدول أعمالي اعتيادياً:
أغزل صوف انتظاري كنزةً لطفلٍ سيأتي
أدعم زيتونة ميّاسةً بعصا تلتهم الحيّات
أربط غصن الياسمينة إلى حبلٍ
ينهض كل صباحٍ نحو الشمس.
عجبتُ لجدتي.. تملأُ دلواً
من بئرٍ خبأته في صدرها
تعجن في طبق عتيق تراباً بلون جدائلها المحناة
تحشو البنادق بكراتٍ صغيرة كقبضة حفيدها:
سأرفو ما مزقتم من سماء!
suzan_ib@yahoo.com