واعتمدت كثير من الدول المتقدمة والمنظمات الدولية توظيف المنظمات الطوعية في مشاريع التنمية.
ومن هنا فإننا نعتقد أن على الحكومة أن تبذل جهوداً كبيرة من أجل تشجيع العمل التطوعي وجعل الناس يدركون أن الأصل في تحركهم الاجتماعي وما يبذلونه من جهد ووقت في سبيل الخدمة العامة هو واجب وطني وتجسيد فعلي لمفهوم الانتماء والمواطنة وصولاً إلى الفهم المشترك بأن التطوع حركة اجتماعية تهدف إلى تأكيد التعاون وإبراز الوجه الإنساني والحضاري للعلاقات الاجتماعية وإبراز أهمية التفاني في البذل والعطاء وأن العمل التطوعي ليس مرتبطاً بزمن محدد بقدر ما هو مرتبط بقيمة الخدمة نفسها وهي تحويل الطاقات الخاملة إلى طاقات منتجة وتهيئة المجتمع لمواجهة التحديات والتعامل معها وإعطاء الفرصة للمشاركة الطوعية لجميع أفراد المجتمع ، كل بحسب تخصصه وقدراته وإمكانياته ، في إطار المتطلبات الإنسانية وأن يصبح التطوع ضرورة تنموية لاستيعاب إبداعات الشباب وتوظيف طاقاتهم في خدمة مجتمعهم و أهمية وجود إستراتيجية لدعم العمل التطوعي من أجل تحقيق كل ذلك .
ولعل السؤال هنا : ما مسؤولية الأسرة في تأسيس ثقافة العمل التطوعي ؟
تستطيع الأسرة ترسيخ ثقافة العمل التطوعي لدى أبنائها من خلال رؤية الصغار للآباء والأمهات وهم يقومون ببعض الأعمال التطوعية تجعلهم يعملون على تقليدهم ومساعدتهم في الخدمات التطوعية التي يقدمونها ، مع الإشارة إلى أهمية دور المؤسسات التعليمية في هذا السياق من خلال صياغة عقول الأجيال واهتماماتها باتجاه العمل التطوعي ونشر ثقافته.