اجتثاثه نهائياً من المستحيلات، ودائماً تصنف منظمة الشفافية الدولية الدول حسب درجات قربها من مؤشرات الشفافية وبعدها عن الفساد.
ومن كل ذلك تتأتى درجات الخطورة...!!
الخطورة عندما يؤمن ويقتنع العقلاء وأصحاب الفكر والمبدعين بالفساد!!، فهؤلاء ما لهم وما له فقد أعطاهم الله النعمة الأكبر التي تغنيهم عن الفساد وغيره، وهم بطبيعة الحال موجودون في المواقع الرسمية والخاصة ويأكلون ويعيشون العيشة الكريمة من نعمة العقل فلماذا الفساد؟!
الخطورة الأكبر هنا عندما يتجه عقلاء المجتمع وأصحاب الفكر فيه إلى استثمار الفكر والخبرة في عقلنة الفساد، من خلال تسويق الحجج والبراهين التي يملكونها، على مبدأ أن أعلم الناس بالقوانين والأنظمة هم الأقدر على اختراقها، ويستطيعون استخدام هذه المعرفة بالاتجاه الذي يريدون، وينطلي ذلك على كل أصحاب المعرفة في شتى الاتجاهات العملية.
رغم كل المآسي والويلات التي يولدها فساد العقلاء اليوم وفي المستقبل عبر فساد القدوة في المجتمع وقواد الرأي فيه، فأن المأزق الأكبر في انتقاء واختيار الكوادر الوظيفية العاقلة والكفوءة والنزيهة بنفس الوقت، وهذا مأزق إداري كبير لم يتورع أحد أصحاب القرار والسلطة بالشكوى منه وطلب المساعدة المباشرة فيه.
مؤدى القول إن الفساد وباء اجتماعي كبير وجائحة مرضية لا تستثني أحداً إلا المحصنين وهم موجودون، والشفاء يحتاج الى مرحلة طويلة من العلاج، لتنظيف البيئة المحيطة من كل الفيروسات الفاسدة التي أزمنت أولاً لدى العقلاء أكثر من الجهلاء.