تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحلان الروسي والأميركي..

الصفحة الأولى
الأربعاء 21-3-2012
أســـعد عبــود

قال نبيل العربي: إن المعارضة السورية لا ترى مخرجاً للأزمة إلا بالسيناريو الليبي..

لا يبتعد هذا عما طلبته هيلاري كلينتون من المسلحين في سورية بعدم ترك السلاح.. ومازال هو الموقف الأميركي المطروح، رغم التبدل المحدود فيه للتفاهم مع الموقف الروسي الداعي للحوار والحل السلمي.‏‏

في تعليق أميركي رسمي على مرسوم تحديد موعد لانتخابات مجلس الشعب السوري وفقاً للدستور الجديد، قالت الولايات المتحدة: ذاك مثير للسخرية، في ظل الظروف القائمة!!‏‏

الولايات المتحدة لا تجهل أبداً أن الإمكانية متاحة فعلياً وعملياً لإجراء الانتخابات في أكثر من 80% من الأراضي السورية دون إشكالات غير معتادة في الانتخابات عموماً.. ولا تجهل إمكانية أن يشارك نسبة تفوق 80% من الناس في هذه الانتخابات.. لأنها لا تستقي معلوماتها من شاشات الفضائيات والأخبار التي تنتجها هي وأصدقاؤها وتوزعها على العالم.‏‏

وليس الكلام الأميركي الـ«مثير للسخرية» بجديد.. هو مكرور عن مواقف الغرب الاستعماري عند كل نقطة أو مرحلة مما نسميه في سورية، أو تسميه القيادة السورية على الأقل.. إصلاحات.. أذكر هنا بما قاله «جوبيه» وزير خارجية فرنسا تعليقاً على صدور قانون الأحزاب، قال: «مثير للاشمئزاز»..‏‏

بين التصريحين ثمة عشرات التصريحات.. أميركية.. فرنسية.. بريطانية.. مستعربة.. إلخ.. كلها تستنكر الخطوات الإصلاحية.. بل رأينا على الأرض ما يعبر عن هذا الاستنكار من أعمال عنف. والدول الصديقة رحبت طبعاً.. روسيا خصوصاً..‏‏

لماذا..؟!‏‏

سأوافق الجميع أننا لم ننتج دستوراً بلا عيوب.. وأننا لا نعيش ظروفاً مثالية مناسبة وسهلة لإقرار دستور أو إجراء انتخابات.. لكني لا أوافق أحداً يرى في ذلك نوعاً من العبث.. أبداً هذه خطوات فعلية باتجاه فرصة ما لإيجاد حل سياسي لما نعانيه..‏‏

الحل السياسي، كيفما كان ومن أينما جاء، يحتاج مؤسسات مهما كانت مشوبة من خلال ظروف إحداثها.. وإلا كيف..؟! وإلى أين نتجه..؟!‏‏

الدستور الجديد أفضل بكثير من سابقه..‏‏

ومجلس الشعب العتيد نتوخى ونتوقع أن يكون أفضل من سابقه..‏‏

فإن كنا سعينا للحل السياسي على أساس السابق، أليس أحرى بنا أن نجد الحل على أساس الجديد؟! بما حوى «هذا الجديد» من خطوات تطوير سياسي حقيقي.. بل تاريخي..؟!‏‏

المشكلة ليست هنا.. بل في النظرة الأميركية الغربية لشعوب المنطقة وإمكاناتها.. هي نظرة عنصرية بامتياز.. ومنها اشتقت نظرية الفوضى الخلاقة.. لنتذكر هنا العبارات التي يستخدمونها «مستفزة.. مضحكة.. مثيرة للسخرية.. مثيرة للاشمئزاز.. إلخ».‏‏

يريدوننا بلداناً بلا مؤسسات، إلا ما يشرحونه ويثبتونه على الأرض.. أما أن نشرح نحن ونثبت على أرضنا.. فذاك اتجاه غير مقبول.. وإن نجح في سورية سيشكل خرقاً لما صوروه وفرضوه من حلول.‏‏

الآن هناك وجهتا نظر: الأولى روسية والثانية أميركية، وهناك فعل سوري والباقي طبالون..‏‏

لسورية كل الحق أن تتفاهم كلياً مع الموقف الروسي الساعي للحوار والحل السلمي.. وأن تعارض الموقف الأميركي المثير للريبة والداعي للتمسك بالسلاح والقتال.. ولها كل الحق أن تستمر بالفعل الإصلاحي.. فهو يشكل مدخلاً لنا في بلادنا وليس مدخلاً لهم.. ولنمضِ باتجاه انتخابات فعلية بعيدة عن الشوائب بقدر الإمكان.. من أجل اختيار مجلس شعب جديد، رافضين نظرات التعالي والعنصرية ونظريات الفوضى في بلادنا.‏‏

As.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 788
القراءات: 817
القراءات: 807
القراءات: 900
القراءات: 747
القراءات: 867
القراءات: 812
القراءات: 857
القراءات: 788
القراءات: 833
القراءات: 736
القراءات: 826
القراءات: 825
القراءات: 788
القراءات: 828
القراءات: 960
القراءات: 696
القراءات: 1005
القراءات: 1164
القراءات: 899
القراءات: 857
القراءات: 1183
القراءات: 1070
القراءات: 852
القراءات: 1011

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية