ولأن تيرنر هذا لم يؤسس لمطاعم مكدونالد بل لمؤسسة( سي إن إن) التي ربما كانت المؤسسة الأكبر في نقل كمٍ يومي هائل من المعلومات والصور, ولأن آخر تقارير المخابرات الأميركية يقول إن العنف والتطرف يتصاعدان بصورة متواترة منذ الغزو الأميركي للعراق, فقد كان على الرئيس جورج بوش وادارته أن يتأكدا أنهما تصرفا طيلة الاعوام الثلاثة الماضية وحيال حربهما على ما اسمياه الارهاب بصورة مطابقة لغباء الفاشية اليابانية وحماقة النازية الألمانية.. وأنهما عادا أكثر من خمسين سنة الى الوراء في محاولتهما الخرقاء تحطيم الافكار بالمعاول!!
واذا كان احتلال العراق هو من اغبى التصرفات في كل الازمان وفقاً لتقييمات تيرنر وتقارير المخابرات الاميركية, فإن ما هو أكثر غباء هو أن تصر الادارة الاميركية على إلباس الهزيمة اسمال النصر واعادة توصيف الرعونة بالعقلنة في مشهد يومي عراقي يقطر دماً ويضج بالجثث والخراب, فيما جنود( الحرب المقدسة) يعودون نعوشاً إلى بلادهم.
ولو أن الأمر اقتصر على المشهد العراقي الدامي, وعلى خطابات الرئىس بوش حوله التي تبشر بانتصارات هي السراب بعينه, وبإقامة اميركية طويلة في العراق باتت المستحيل ذاته, لقلنا إنها محاولة يائسة بائسة للاحتفاظ بماء وجه مسفوح, لكن ما فعلته الادارة الاميركية في تقرير وتحريض الحرب الاسرائيلية على لبنان مؤخراً كان امتلاءً كاملاً للغباء في الكوز الاميركي المتنقل,حيث المعاول اخفقت ثانية أمام الافكار!
لاتطلبوا من الأغبياء أن يتصرفوا بذكاء, فهذا مستحيل, إنه أشبه بمحاولتهم تحطيم الافكار بالمعاول, بل اطلبوا من الافكار أن تواصل ردع المعاول الى أن تنقضي تلك الوطأة التي انسلت من رحم فاشيات ونازية القرن الماضي??