محموم للاستعداد للعدوان الذي حدد الأهداف والمواقع التي سيقصفها داخل أراضي الجمهورية العربية السورية ، وأوحى بأن عدوانه أمر واقع وأن معاقبة سورية ضرورية لذنب اقترفته في استخدام أسلحة كيميائية ، ليست موجودة أصلاًً إلا في ذهن الإرهابيين ومن يدعمهم ممن يسعون لإلصاق الكثير من التهم بالحكومة السورية منذ بدء الأزمة لكنهم لم يفلحوا في إثبات واحدة منها ، فظلت رواياتهم تتردد في مؤسساتهم الإعلامية التي أنشؤوها مسبقاًً لمثل هذا العدوان المستمر، وأي موقف ينتظر الحكومات والهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية والمجموعات المسلحة التي دعت الى توجيه ضربة سريعة لسورية بعدما فشل ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني في تمرير مشروعه الداعم للموقف الأميركي بالمشاركة بالعدوان ورفضه في مجلس العموم البريطاني ، وأي شيء سيبقى للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس بعد أن اعلنت كندا عدم مشاركتها في أي عدوان واستبعدت المانيا ان تكون طرفا في اي عدوان أيضاًً ، وأخيراًً أي متغيرات محلية وإقليمية ودولية يتعقب خروج سورية من أحد المطبات كمقدمة للخروج من الأزمة كلها بعد استمرار العملية العسكرية التي بدأها الجيش العربي السوري الأسبوع الماضي وما زال يتابعها بغض النظر عن كل الضغوطات والتهديدات والتلويح بالعدوان على مستوى عالمي، فالتهديدات لم تثن القوات المسلحة من القيام بمهمتها الاساسية الأمر الذي سيفرض مستجدات على الأرض تخالف كلياًً ما هدف إليه المتآمرون من إخلال بقواعد المواجهة والاشتباك والقتال مع المجموعات الإرهابية المسلحة ، بل إن الأمر رسخ سيطرة القوات المسلحة واستعادتها السيطرة على الكثير من المناطق التي دخلها الارهابيون.
محاولة جديدة تسقط ولكن معها ربما سقط مشروع أميركي داخلي ربما كان سيحدث فراغاًً وتغييراًً وإقالة داخل البيت الأبيض ، ورحيلاًً للرئيس باراك أوباما قبل أن يكمل فترة رئاسته الثانية، إذ أن تحميله مسؤولية العدوان على سورية سيكون أمراًً أكيداًً وذلك بعد أن تقدم لجنة التحقيق تقريرها وتؤكد أن المجموعات الإرهابية كانت من استخدم الأسلحة الكيميائية وبالتالي فإن الرئيس أوباما كان يقدم العون والمساعدة للإرهابيين وانه من يتحمل القرار وحده بعد التصريحات المتكررة للمسؤولين الأميركيين الذين يؤكدون أنهم جاهزون للقيام بالعدوان لكنهم ينتظرون قرار الرئيس الذي يبدو أن الأقدار وحدها وقفت إلى جانبه في المشكلة التي كاد ان يتورط فيها فيما لو قام بالعدوان وحده على سورية.
هي المحطة الأصعب في مسار الأزمة لكنها إلى زوال أكيد فيما قد تبدأ الحكومة صوغ سيناريوهات للحوار والحل السياسي لا يقارب مقررات مؤتمر جنيف بالضرورة .