لاشك أن الأوضاع غير المستقرة التي نجمت عن الاحتلال الأميركي للعراق توفر الأرضية الخصبة للعب في مصير هذا البلد، ولكن من الواضح أن الأيدي الاميركية القذره صعدت من عمليات تخريبها في العراق لأهداف محلية واقليمية غير خافية على احد. فعندما فشلت ادوات واشنطن الارهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي في تحقيق الأجندة الأميركية _الصهيونية يحاول الحلف الداعم للإرهاب إعادة العراق إلى المربع الأول عبر شق الصف السياسي العراقي وإنتاج عملية سياسية جديدة تستجيب للمصالح الاميركية في الحفاظ على الوجود الأميركي في العراق، بعد التحرك السياسي العراقي لإخراج هذه القوات لاستمرارها بدعم الإرهاب واستهداف القوى العراقية التي أسهمت في دحر الإرهاب.
وكذلك الأمر لا يمكن فصل التخريب الأميركي عن التحركات الاميركية ضد إيران و على الحدود السورية التركية، حيث تتشابك الأجندة العدوانية الاميركية مع أوهام الميليشيات المسلحة في الجزيرة والتي تواجه غضبا شعبيا عارما من الاهالي هناك، الذين يعانون الأمرّين من سياسة الأرض المحروقة والتطهير العرقي بدعم من القوات الاميركية المحتلة.
إن خطر الوجود العسكري الأميركي في المنطقة يتزايد يوما بعد آخر ويشكل تهديدا لاستقرار كل الدول في المنطقة بما فيها التي تضع نفسها في خدمة السياسة الاميركية, فما يجري في العراق حلقة في سلسلة ومن واجب كل الدول المجاورة للعراق مساعدته على استعادة استقراره وسيادته لأن في ذلك مصلحة للجميع.