تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وانقـــــضى يـــــوم آخـــــر!!

علـــــى المــــــلأ
الاثنين 16-5-2011
علي نصر الله

تتزاحم هذه الأيام الأسئلة والأفكار في أذهان الكثيرين منا، لاسيما في أذهان الإعلاميين وصولاً إلى مرحلة العجز عن تقديم الإجابات.

أول هذه الأسئلة: لماذا كنا نبحث عن الخبر المحلي لنبرزه فلا نجده، بينما هو متوفر بكثرة اليوم، وما هي دلالات ذلك سواء لجهة الوفرة أو الندرة؟!.‏

فقط محاولة البحث في دلالات الوفرة اليوم والندرة بالأمس ربما تقودنا إلى متوالية هندسية من الأسئلة لا تنتهي، قد تبدأ بالسؤال عما إذا كان ينقصنا -أو ما إذا كان ينتظر- بعضنا أن نتعرض لما نتعرض له اليوم كي نعمل أو نقدم ما هو حقيقي وننأى عما هو افتراضي ونظري.‏

ماذا كنا ننتظر، كيف كنا نقضي أو نمضي ساعات يومنا في العمل، لماذا نواجه زحمة شغل اليوم، ولماذا نكتشف فجأة ألف قصة وقصة، لماذا لم نفعل الامكانات التي جرى تفعيلها خلال الأسابيع القليلة الماضية، لماذا لم نستغل الرصيد التشريعي الذي راكمناه- على الأقل- خلال السنوات الأخيرة؟!.‏

بالتأكيد لن نعجز عن الإجابة عن كل سؤال من هذه الأسئلة وعن غيرها مما يطرح بمرارة، ويعتقد أن الإجابة عن كل منها يحتاج إلى جلسة أو إلى مساحات بيضٍ واسعة سيكون تحبيرها أمراً سهلاً غير أن كتابتها وقراءتها ستولد مقداراً كبيراً من الألم والمرارة.‏

لن نتبنى دعوات عقد جلسات مخصصة لجلد الذات ومحاكمة الأمس انطلاقاً من الرغبة بتبرئة أحد أو إبراء ذمة أحد، لكننا سنتطلع بتفاؤل إلى الحراك الرسمي الحاصل على كل المستويات.‏

صحيح أن تقصيراً كبيراً حصل وأخطاء جسيمة ارتكبت، إلا أن الصحيح أيضاً أن اليوم ينبغي أن يكون للعمل وفقط للعمل على استدراك ما فات وسيأتي بعده أو سيكون متاحاً -عندما تنجلي الأزمة- أمر العودة لفتح دفاتر الماضي.‏

لابد من العودة هذه -لكن ليس الآن- بهدف إحقاق الحق وتسمية الأمور بمسمياتها الحقيقية، ولن يكون بمقدور أحد آنذاك أن ينكر التقصير ولا أن يعترض على حقيقة أنه كان يعمل على مبدأ وانقضى يوم آخر.‏

إن كل من يشعر اليوم بزحمة الأسئلة والأفكار ويجد في الـ 24 ساعة وقتاً غير كاف لإنجاز المطلوب يدرك حجم التقصير الحاصل والهدر الذي ربما كان بعضه متعمداً سواء لجهة هدر الزمن أو الأموال أو الطاقات.‏

منطق الأشياء لابد أن يقود إلى استنتاجات من هذا النوع، ذلك أنه لو لم يكن هناك هدر وتقصير لما وجدنا أنفسنا وسط زحمة العمل الحالية، التي تدعو للتفاؤل بأن مارد طاقاتنا تحرر من التعطيل وبأن قطار الإصلاح والعمل الذي انطلق سيواصل مسيرته على مبدأ الترحيب بطلوع فجر يوم آخر.‏

ali.na_66@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12378
القراءات: 1658
القراءات: 1313
القراءات: 1478
القراءات: 1434
القراءات: 1254
القراءات: 1492
القراءات: 1362
القراءات: 1475
القراءات: 1563
القراءات: 1568
القراءات: 1635
القراءات: 1904
القراءات: 1279
القراءات: 1353
القراءات: 1297
القراءات: 1668
القراءات: 1482
القراءات: 1437
القراءات: 1519
القراءات: 1475
القراءات: 1500
القراءات: 1472
القراءات: 1784
القراءات: 1483
القراءات: 1360

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية