هل وقفت في حضرة الموت... في هيبة موكب جنازة يعبر أمامك... للموت جلال ورهبة... لأنه من الخالق وليست طرق الموت الشنيعة إلا دليلاً على وحشية الإنسان ودونيته.
الشاة المقادة إلى المذبح من حقها أن تقاوم حتفها، المساقة إليه بمنطق القوانين الطبيعية وما أعدت له، ذبحها الحلال يقضي حسب كل الشرائع والأعراف أن تذبح بسكين مشحوذة وبسحبة واحدة دون أن تعيد السكين ثانية على العنق وإلا فسد الذبح وكان حراماً أن تعذب... هكذا تقتضي الشرائع بالشاة وغيرها مما يعد إلى الذبح.... وأنتم أيها المتوحشون تذبحون، تكبرون، سيوفكم مسلولة مثلومة، تعذبون، تمثلون، تسمون إجرامكم بأسماء صحابة ما عرفتم منهم غير الاسم وسماعاً... هل تذكرون وصية الراشدي الأول الخليفة( أبو بكر الصديق) رضي الله عنه... لن تتذكروا أبداً، أتعرفون إنسانية وعدل سيدنا عمر بن الخطاب، أسمعتم بسيد البلغاء وقاضي القضاة وبحكمة سيدنا علي كرم الله وجهه... هل تذكرون ذا النورين(عثمان بن عفان)!
هل .. وهل حلا لكم هو الحرام بعينه؟
من الذي أباح لكم أن تجعلوا طفلاً صغيراً حين سمع المؤذن يصدح بـ(الله أكبر..) يقول لأبيه: خبئني يا أبي جاء الله يقتلني...؟!
أحقاً لو كنتم مسلمين لما سكتم عن قدسكم لماذا هتكتم الأعراض واغتصبتم النساء... من الذي جعل الأميركي مدنساً للقرآن وصاحب أشنع الجرائم من جعله يقودكم ويسوقكم إلى حتفكم ويريد أن يحرقكم ويحرق البلد بكم..؟!
هلا كان (حلالكم) نصرة لرسول الله في الدنمارك، وفي كل أصقاع الدنيا..؟!
حلالكم جعلكم أبطالاً على أبناء جلدتكم، سيوف مثلومة تذبح وتكبر على ضحاياها وكأنكم حررتم القدس وأعليتم رايات الإسلام الحنيف في كل أصقاع الدنيا...
حلالكم أن تسرقوا القمح ورغيف الخبز وتتاجروا به وليتها كانت تجارة بين أبناء جلدتكم، بل قدمتموها للآخر لمن سبانا، هتك أعراضنا، سرق حضارتنا مدة أربعة قرون...؟!
حلالكم هذا هل يتذكر سيدنا عمر بن الخطاب، يوم كان يحمل الطحين ليلاً ويقدمه للفقراء المحتاجين، وهم لا يدرون أنه الخليفة... أكان عمله هذا حراماً وعملكم هذا حلالاً؟
أيها الموتورون..
حلالكم دمر مدارسنا، معاهدنا، جامعاتنا، مصانعنا، حلالكم أضرم النار في حقول نفطنا، وأحل الظلمة وأنتم تدمرون كل معالم الحضارة.
(حرامنا) نحن الشعب العربي السوري أننا نعيش أسرة واحدة متحابين، متجاورين، نتبادل رغيف الخبز، كأس الماء، نقضي ليالي الشتاء سهراً معاً، نترك مفاتيح منازلنا مع الجيران، نسافر ونعود وهم مؤتمنون على الروح... وجاء(حلالكم) ليغرس الحقد والكراهية، ليضرم نار التفرقة، ربما نجحتم أحياناً، لكنكم أخفقتم دائماً...
(حرامنا) أننا أسرة واحدة، متعاضدة ، لهفتنا لن تموت، لن تنكسر، سأبقى أذكر أني عشت في حارة ومازالت رمز الألفة والمحبة والتعاون، حارة إذا ناديت فيها: أبا علي سيرد عليك أربعة من زقاق واحد... أربعة كلهم(أبو علي) وكل واحد من بقعة جغرافية لكنها سورية، وهم سوريون، لن تعرف أبا علي ابن الحسكة من ابن الساحل أو حمص أو إدلب، هذا حرامنا...
وحلالكم أنكم تريدون (الذبح الحلال) على الهوية، على المناطقية، ونسيتم أننا كلنا أبناء سورية، أننا جميعاً أبناء وأحفاد: هنانو وصالح العلي والأشمر والقسام والأطرش والقاوقجي، أننا بخصب سهول حوران، وصلابة بازلت السويداء، وخضرة الساحل، وعطاء الرقة والحسكة، وشهامة أهل الدير وثقافة أهل حمص وبهاء حماة، وأننا أحفاد(صقر قريش) عبد الرحمن الداخل الذي أبكته نخلة متفردة في الأندلس كانت قد غادرت ربوع أهليها العرب....
ولسنا أحفاد أبي عبد الله الصغير، ولا ملوك الطوائف لن نضيع الأندلس ثانية، ولا ثالثة، ولن نبكي ملكاً، كالنساء، لن نبكي وطناً بل سنحافظ عليه كما الرجال... أيها المارقون...
حلالكم أن يفتي لكم الأفغاني والباكستاني والشيشاني وأن نصبح مهزلة العالم وقتل الرجل بألف ليرة...؟ ألف ليرة...؟
تبرع بدولار تقتل عربياً، هذا شعار الصهاينة وهذا تنفيذكم وحلالكم...
(حرامنا) أن نجمع ليرة وراء ليرة ونبني المدارس والمشافي ونطعم الجياع، ونسقي العطاش في الداخل والجوار....
حلالكم، حلالهم أعراب النفط أن العربي أجنبي والسحاقية بنت ديك تشيني يوم حلت ضيفة على الخليج مع سحاقيتها جاءت معززة مكرمة، فرش لها السجاد الأحمر، والأوروبي(العلوج) هو الصديق...
حلالكم مال النفط ينهال على المراقص والليالي الحمراء...
وحرامنا حقول قمحنا، وقطننا، ومعاملنا، حرامنا أن مالنا من عرق جبيننا، حلالكم(السحت) يصول ويجول لكنه لن يعمر، لن يبني، سيأتيه الطوفان الذي يأخذه كلما جاء السيل وأخذ بقرة تلك التي كانت تغش الحليب بالماء، وقالت لها ابنتها: لن تجمع الماء وصار سيلاً وأخذ بقرتك، وسمعها أحد العادلين وكان ما كان....
ليهنأ كل منا بما له، لكم حلالكم وهو حرام، حرام ولنا حرامنا وهو الحلال الحلال، لأننا نحرم ما حرمه الله وكل حرام نحرمه على أنفسنا والله أكبر طمأنينة وإيماناً...
d.hasan09@gmail.com