أولاً لأن للولايات المتحدة بما تملكه من أدوات ووسائل المتابعة والبحث، مقدرة على اكتشاف الموقف الروسي المحتمل والنجاح في ذلك إلى مستوى عالٍ.. وثانياً لأن روسيا لم تخف تلك النية، بل هي أوصت مراراً ألا يذهبوا بمشروع القرار للتصويت عليه معتمدين على «إحراج الموقف الروسي».
أقول ذلك غير غافل عن «اشمئزاز» سوزان رايس من الموقف الروسي مما يدعو للاشمئزاز منها كديبلوماسية تمثل أهم دولة في العالم.
المتورطون، هم الأوربيون والعرب.. ولذلك كان رد فعلهم على الفيتو الروسي– ومازال – عنيفاً..
هكذا وضعت الحالة السورية دولياً بين:
- العجز الأوروبي.
- الغباء العربي، ولولا الغباء لما تركوا لحمد بن جاسم أن يحمل رايتهم..؟!
- العنجهية الأميركية.
لتبقى روسيا الأقدر على الحراك والإنجاز متسلحة بموضوعية موقفها الذي يرى الأمور على حقيقتها وأن للصراع طرفين.
بالأمس كان الموقف الأميركي أنه يمكن حل الأزمة السورية دون تدخل عسكري من الخارج.. في هذا الكلام تشجيع للدور الروسي.. واليوم الولايات المتحدة تأمل أن يقنع الوزير لافروف بما هو مخالف لذلك.
هذه هي العنجهية التي تعود دائماً لتحكم المزاج السياسي الأميركي. لاحظ أولا.. أنها تحدد للوزير الروسي هدفاً لزيارته دمشق!! وثانياً.. تذهب أبعد من ذلك.
بالتأكيد تعلم الولايات المتحدة جيداً أنه لا لافروف سيطرح ذلك، ولا ذلك بوارد..
الوزير الروسي وضع مهمته في إطار الدفاع عن القانون الدولي وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول.. وفي ذلك رد غير مباشر على الاستهانة بالدور الروسي، أو تصوير أنه مجرد وسيط..!! روسيا ليست أبداً مجرد وسيط بل هي التي تملك أفضل الرؤى للحل.. ورؤيتها لا تقوم على أن ترى بعين واحدة، كما هو حال العرب والغرب..
وأهم ما في الدور الروسي أنه لا يحل بديلاً عن الفعل السوري بل يفتح الباب عليه.. وبالتالي هو يعود بالمسألة من التدخل الخارجي إلى الحل الوطني.
التدخل الخارجي حالةقائمة سياسياً، لكنه مرفوض عسكرياً.. هذا التدخل كان نتيجة التحول في سورية إلى الصراع المسلح وانعدام رؤية الآخر.. لتسيطر مشاعر الانتقام وإعدام الآخر للسيطرة دون أي كبير حساب لرأي الشعب.
أخيراً.. لا بقرار للأمم المتحدة، صدر أم لم يصدر.. ولا بأي فعل خارجي يمكن الحل، إن لم ينتجه السوريون للحل.. ولذلك نرى الدور الروسي هو الأهم، لأنه جادفي الحوار دون شروط مسبقة وعلى قدم المساواة بين المتحاورين.