تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في كل فن..

من داخل الهامش
الاثنين 18-2-2013م
 ديب علي حسن

سواء كان فناً مستورداً أم وليد حاجة الابداع والتعبير بطرق مختلفة، فإننا نقع في تاريخ الآداب العربية على ما يشبه البدايات الأولى لمثل هذا الفن، وقد يقول قائل: وما دخل الفن الكاريكاتوري بالأدب وماعلاقته أمن الضروري أن ننسب كل شيء لجذور أدبنا وإبداعنا..؟

بالتأكيد أنا لا أبحث عن تأصيل لهذا الفن أو ذلك، وربما تجد جذوراً ضاربة في ثقافتنا وإبداعنا للكثير من الفنون، ولكن الدراسات التتبعية في شتى أنحاء العالم تشير الى معطيات جديدة، فما كنا نظن أنه ولد هنا في مكان ما، نقع على مثيل له في مكان اخر من العالم، وربما يكون أكثر قدماًو نضوجاً و تعبيراً و تفاعلاً.‏

من هذا المنطلق أرى أنه ليس من المفيد الادعاء أن هذا الفن أو ذاك قد ولد ونشأ وتطور في حضارة ما دون غيرها، أو أنه سليل ثقافة ما..‏

الولادة لها إرهاصات بلا حدود، فالشعر الذي عرف به وأنه ديوانهم ربما كانوا هم الأسبق إلى الاحتفاء والمفاخرة به ولكن هذا لا يعني البتة أن الشعوب الآخرى كانت خارج إطار الاحتفاء بالشعر..‏

وبالعودة الى فن الكاريكاتير أرى أن المساحة الواسعة التي يشغلها تخرجه من إطار الخطوط و الرسم الى عالم أرحب وأوسع من أن يكون محصوراً بذلك، وإذا ما أردنا أن نقف عند المضمون أو المحتوى الذي يريد أن ينقله إلينا نجده يتقاطع مع الفنون الأخرى و يتعانق معها، بل هي تحتفي به و تأخذ منه أدواته وإن كانت حروفاً أو صوراً بيانية.‏

فماذا تقول لمن يروي لك طرفة تدل على مفارقة تجعلك مندهشاً وتحمل إليك مضامين شتى، بمعنى آخر تفاجئك تدهشك، تحرك فيك شيئاً كان ساكناً، راكداً، تباغتك بما تقدمه.. أليس الكاريكاتير يحمل الرسالة ذاتها.. ما معنى أن نجد رسماً كاريكاتورياً دون أن يجعلك مندهشاً، متغيراً، متسائلاً، متوثباً، ليس مجرد خطوط ورسم طفولي في أبجدياته الأولى، بل هو إبراز لمعنى ما، لصفة ما لحالة من مجموعة حالات، وقدرته على حمل الرسالة والادهاش هي التي تعطيه أهمية، من هنا تتداخل أطراف الفنون الأخرى مع هذا الفن، فالهجاء المرّ الذي يجعل شخصاً ما مثار سخرية هو فن كاريكاتوري، هل تتذكرون هجاء الجاحظ لأمه.. أم هجاءه لنفسه أم تتذكرون وصف ابن الرومي للأصلع الذي بدا وكأنه يستعد لصفعة ثانية..؟!‏

في الشعر والرواية و السينما والمسرح و في كل ألوان الفنون موجود وإن كنا نحتفي به خطوطاً على صفحات الجرائد.. وقد غدا جزءاً من هويتها، و هنا لا أجد بداً من أن أتذكر ناجي العلي شهيد الفن، شهيد القضية العادلة، و الكثيرون مرّوا وكانوا حبراً على ورق تهرأ، استطالوا و تضخموا حتى بدوا كأنهم «أزلاء منطيق»..‏

d hasan09@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 682
القراءات: 685
القراءات: 711
القراءات: 607
القراءات: 621
القراءات: 698
القراءات: 760
القراءات: 715
القراءات: 583
القراءات: 788
القراءات: 677
القراءات: 665
القراءات: 647
القراءات: 671
القراءات: 656
القراءات: 606
القراءات: 739
القراءات: 627
القراءات: 699
القراءات: 672
القراءات: 733
القراءات: 708
القراءات: 725
القراءات: 648
القراءات: 698

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية