تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحوار خيار استراتيجي وطني

إضاءات
الاثنين 18-2-2013
د.خلف علي المفتاح

منذ بداية الأحداث التي شهدتها الساحة السورية قبل سنتين سلكت القيادة السورية الحوار طريقاً للحل, وتعاطت مع ظروف الأزمة بحس المسؤولية الوطنية والحرص على تطويق الأحداث

وعدم تفاقم الأمور، كي لا تتحول إلى مواجهات عنيفة وعسكرة وهو ما حصل مع الأسف، حيث ثبت أن ما جرى قد تم التخطيط له بعناية كبيرة في مراكز قرار كبرى إقليمية ودولية بحيث تصل الأمور بين أطراف النزاع إلى نقطة اللا عودة بالنظر إلى حجم الخسائر والضحايا وتعقيدات الأزمة وتداعياتها الداخلية والخارجية.‏

إن نظرة فاحصة وموضوعية إلى سياق الأحداث وتطوراتها والظروف السياسية التي رافقت منعرجات الأزمة تدل دلالة قاطعة على أنه لم تتوافر أي نيات صادقة من قبل بعض القوى المؤثرة بالحدث السوري، سواء كانت إقليمية أم دولية بالدفع باتجاه الحل السياسي ووقف دوامة العنف، لا بل إن التكتيك السياسي الذي اتبع هو العمل على استفزاز القيادة السياسية السورية في أي مقاربات أو مشاريع تطرح للحل وذلك بإكسائها صيغة الإملاء أو الالزام والإذعان وهو ما يتنافى مع أبسط قواعد الكياسة الدبلوماسية في التعامل مع حكومة دولة لها سيادتها وكرامتها الوطنية، وهم يعلمون يقيناً أنها ستكون مرفوضة قولاً واحداً بعيداً عن مضامينها والأفكار أو لنقل الألغام التي تحملها في طياتها.‏

إن تحميل هذا الطرف أو ذلك مسؤولية ما حدث سواء كان ذلك في سياق الأحداث وتطوراتها أو طرق المعالجة لم يعد مفيداً أو مبرراً لرفض مقاربات الحل عبر الحوار والتفاهم، فالخطأ أقل ضرراً من الخطيئة التي تتحول مع الزمن والثمن إلى جريمة مستمرة لا يستطيع أياً كان (النأي) بنفسه عن تحمل تبعاتها وجانب من المسؤولية فيها، وهنا يقفز إلى الذهن السؤال الأهم وهو: على من تقع مسؤولية استمرار ما يجري لا من ارتكب الخطأ؟ بداية سواء كان ذلك في إطار الفعل أم رد الفعل فالمهم كيف أعالج المرض أو أطفئ الحريق لا البحث وراء الأسباب والغايات فهذه لها زمنها وظروفها وأدواتها وعلاجها ولعله من الخطأ الجسيم أن يسقط أحد سواء كان فرداً أم جماعة سياسية أحلامه وأمانيه على الواقع لأن في ذلك خداعاً كبيراً ثمنه المزيد من سفك الدم السوري والدفع بالأمور خطوات أخرى نحو التعقيد والتصعيد.‏

إن المصلحة الوطنية العليا وحقن ما تبقى من دماء السوريين يستوجب التعالي عن الأحقاد الشخصية والدخول في حوار وطني أخلاقي صادق وشفاف لا يستثني أحداً من السوريين في الداخل والخارج يتغلب فيه العام على الخاص والمصلحة العامة على المصالح الضيقة والنزوات الذاتية، فالأوطان لا تقاد بالأحقاد والضغائن والتشفي أو بالعصاب السياسي والأيديولوجي والديني والمذهبي لأن الوطن هو معنى وروح وفكرة لا تقبل القسمة أو التبضيع؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خلف المفتاح
خلف المفتاح

القراءات: 11198
القراءات: 1004
القراءات: 759
القراءات: 903
القراءات: 781
القراءات: 854
القراءات: 867
القراءات: 829
القراءات: 894
القراءات: 839
القراءات: 840
القراءات: 827
القراءات: 851
القراءات: 886
القراءات: 921
القراءات: 904
القراءات: 975
القراءات: 966
القراءات: 911
القراءات: 964
القراءات: 896
القراءات: 930
القراءات: 955
القراءات: 993
القراءات: 1148
القراءات: 1143

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية