بالمقابل, ليس ثمة رئيس أميركي أو إدارة أميركية من قبل بوش وادارته, كانا أقسى قلباً وأخبث نيات مما هو عليه الرئيس بوش وإدارته اليوم تجاه الفلسطينيين و تجاه غيرهم من العرب . والدلائل بادية واضحة وجليّة في أعداد الضحايا اليومية وأكوام الدمار في العراق وفلسطين.. ولا تنسوا أبداً لبنان المهدم صيف 2006
قبل عهد الرئيس بوش وإدارته, أي قبل الحروب العلنية المفتوحة على العراق وفلسطين ولبنان, كان ثمة قادة وإدارات أميركية تهتم, ولو قليلاً, لمصداقيتها وللمعايير الأخلاقية في ما تقول وتعلن, وفي ما تفكر وتخطط, وفي ما تنفذه من مشاريع وتوجهات في المنطقة العربية وهي على انحيازها لإسرائيل ودعمها لها, فكانت تخجل أو توارب, أو حتى تصمت على الأقل إزاء ما ترتكبه إسرائيل بحق العرب من فلسطينيين وغيرهم.
غير أن بوش وإدارته حطما كل تلك المعايير, أخلاقية أو غير أخلاقية, وحولا المصداقية الأميركية الى نكتة سمجة لا أحد يحب سماعها, وبدل أن يمشوا خفية في جنازة القتيل بعد أن يقتلو ه كالعادة, باتوا يتكومون فوق جثته, يذرفون الدموع عليه وفي أيديهم النصال المدماة بدمه
لم يعد مجدياً ولا منطقياً اختبار إدارة بوش وصدقية تصريحاتها, وما عاد ممكنا أو مسوغاً لدى أي من العرب أن يراهن على هذه الإدارة وعلى ما تنطق به وتعلنه, فقبل أشهر قليلة وفي أنابوليس بالذات كان ثمة وعد للرئيس بوش بإقامة الدولة الفلسطينية, وأمس في شرم الشيخ كان ثمة وعد آخر بدراسة شكل تلك الدولة قبل انتهاء ولايته, فأية دولة تلك التي يعد بها بوش إذا كان تجاهلها طوال سبع سنوات ونصف السنة, وجاء اليوم في ما تبقى له من أشهر قليلة, ليتحدث عن دراسة شكلها??