ولاخيار لأحدٍ - إلا ماندر - سوى المدى الذي يمكن أن تعطيه إياه علاماته , وهذا أمر في غاية الخطورة , لأنّ الطالب المجدّ والنجيب , قد يستطيع أن يستوعب فرعاً طبياً أوهندسياً لايحبه , ولكنه بالمطلق لن يستطيع أن يكون مبدعاً فيه , أو مبتكراً , لأنّ تركيبته النفسية مبنية على الإبداع والخلقِ في مجال آخر , لايمكنه أنْ يطاله رغم أنه كان مُتاحاً له ..!
مشروع مسار - الآن - يعزف على هذا الوتر الحساس أنغاماً تُحاكي هواجس ورغبات الناس , كما هي هكذا خاماً , أو كما خلقها الله , حتى تتفتَّقَ المواهب , وتُدار محركات الخَلْقِ والإبداع , التي يقوم ( مسار ) على تحريضها , ليحلِّق الشخص في فضاءات نفسه الفسيحة وعوالمه الرحبة , فيعود إلينا بروائع الأفكار , وخمائر الإبداعات , المستندة إلى ميوله واتجاهاته الحقيقية , دون أي تدخُّلٍ لامن أهلٍ , ولامن علامات , ولامن أي شيء يمكن أنْ يُفسد التوجهات الواقعية للشخص , ويسعى لتشويهها .
مسار بدأ مشواره في هذا الاتجاه عبر اعتماده على أساليب التعليم غير النظامي , تاركاً العنان لأطفال وفتيان تمتد أعمارهم من خمس إلى خمس عشرة سنة كي يبحثوا عن أنفسهم , وكل على هواه وميوله , للوصول بالنهاية إلى جيل مختلف , يستكشف العوالم من حوله , بعد أن يكون قد اكتشف نفسه ..
كفانا هدراً لِمَلَكَاتِنا , التي لاشك بأنَّ إيقاظها سوف يُُدهشنا .. ومن يدري .. فقد يُُدهشُ العالم أيضاً .. ?!