| الكاتب يبيع ملجأه أبجد هوز وقال لهم:أهلاً بجيراني الأعزاء, بصراحة أنا لا اعتبركم غرباء عني, وبيني وبينكم لا توجد أسرار, لذا سوف أحكي لكم عن سبب الخلاف بيني وبين زوجتي العزيزة, فإذا حكمتم بأن الحق علي أعاهدكم أن اعتذر لها أمامكم وعلى رؤوس الأشهاد. قالت الزوجة:من دون ما تحكي وتضيع وقتك بالحكي, هأنذا أعلنها أمام هؤلاء الطيبين بأنني لا أسمح لأحد في العالم أن يبيع البيت الذي نسكنه أنا وزوجي والأولاد. دهش الجيران وقال أحدهم:هل يعقل يا جار أنك تفكر ببيع البيت الذي يؤويك مع أسرتك الكريمة? قال الكاتب:إذا عرف السبب يا جاري بطل العجب, إن الفرصة قد أصبحت مواتية لأن نتخلص من هذا البيت الذي يشبه الملاجئ التي ينزل إليها الناس في أيام الخطر والحروب أبعدها الله عنا وعنكم. قال الجيران بصوت واحد:آمين! تابع الكاتب يقول:إن أفضل تجارة وأكثرها ربحية في هذه الأيام هي تجارة القسائم التموينية! أنتم تعلمون أن الغلاء المرعب الذي ترافق مع زيادة سعر المازوت قد جعل الناس الطفرانين وأولي الدخل المحدود يمشون في الشوارع ويكلمون أنفسهم, زيادة الراتب بنسبة 25 بالمئة التي ارتأتها الحكومة كانت أقل بكثير من الأعباء الناجمة عن الغلاء..ونظراً لأننا قد دخلنا في فصل الصيف والإخوة المواطنين ما عادوا يطقون سناً بسن من البرد, فقد يبيعون قسائم المازوت الخاصة بهم بأسعار وصلت في السوق إلى(22) ليرة لليتر الواحد, يعني إذا أنا بعت منزلي واشتريت قسائم (200) ألف ليتر مازوت, وبعتها بسعر الحر البالغ(25) ليرة سورية, أربح ستمئة ألف ليرة في غضون أيام قليلة, وبها أشتري منزلاً فوق الأرض, وربما كان أكبر من منزلي هذا الذي مساحته أصغر من مساحة جبين العقربة.. ما إن وصل الكاتب في حديثه إلى هذه النقطة حتى بدأ الجيران ينصرفون عنه متمتمين بعبارات تنم عن الشفقة على جارهم الكاتب الذي فقد عقله على حين غرة! merdas@scs-net.org
|
|