فلا أحد ينكر أن اللهجة المصرية انتشرت على امتداد الوطن العربي بفضل السينما والدراما التلفزيونية خلال عقدي السبعينات والثمانينات, بينما انتشرت اللهجة اللبنانية بفضل الأغنية المصورة خلال العقدين الماضيين, ودون أدنى شك ساهم هذان النمطان من الانتشار في استقطاب استثمارات اقتصادية هامة لكلا البلدين.
وحاليا استطاعت اللهجة السورية أن تكون حاضرة في الساحات المتعددة من الخليج إلى المغرب, ويبدو أن الصناعة التلفزيونية هي البضاعة السورية المطلوبة, ولا أحد ينكر حجم العائدات المادية المباشرة, فأين هي العائدات غير المباشرة? ثم أين هي الفوائد المعنوية?
هل يحتاج الأمر إلى سنوات إضافية?
وهنا يحضر سؤال كبير حول واقع حضور الأغنية السورية في الوطن العربي? خاصة بعد أن غدت اللهجة منتشرة ومقبولة, لا بل ومطلوبة?
انتاج الأغنية السورية لا يزال في الظل, ورغم تراكم السنوات على دورات مهرجان الأغنية إلا أنه لم يستطع أن يقدم صوتا لافتا!
ثم أين أصبح مهرجان الأغنية?
من المحزن أن تكون اللهجة السورية مادة قابلة للاستثمار ثقافيا واقتصاديا ولا تجد من يرعاها, خاصة بعد ان غدت الطريق أمامها ممهدة.
السؤال برسم المؤسسات الثقافية والاقتصادية, العامة والخاصة.