| ما تبقى لكم ! الافتتاحية يقولون-الإعلام يقول-: إنه خلَّف خيبة! وإنه بعد أن مضى في طريقه,هناك من رد عليه بشكل غير مباشر فعكس خيبة من فقرة أو جملة جاءت في خطابه!. أصحاب الخيبة لم يشغل بالهم كثيراً خطابه أمام الكنيست,الذي أوضح فيه عنصريته الأكيدة دون مواربة,ولا خوف من أحد..قال كلمته في إسرائيل وقصد السعودية ومن ثم مصر..ولم يكن في ذهنه-وهو محق في إراحة ذهنه- أن هناك من سيسأله عن هذا التطرف الذي أظهره ضد العرب وفلسطين.. ولذلك كان من الطبيعي أن يقف بكل وقاحة أمام قادة عرب ووفود عربية ودولية في شرم الشيخ,فيطالب بنصرة إسرائيل,ومقاطعة أعدائها سورية وإيران وحزب الله وحماس. لم يكن لبوش أن يركل بكل قوة ولا مبالاة أصدقاءه من العرب علناً وبشكل مباشر لو أدرك للحظة أن فيهم حياة وقد يردون..هو يعرف لماذا..?! أنا لا أعرف..?! لكنني أقول: إن الذين صافحوا الرئيس بوش بعد أن سمعوا أو قرؤوا خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي, لم يتركوا له أن يقيم أي حساب لاحتمالات غضبهم!! عرف تماماً أنه مهما استغضبهم لن يبدو عليهم غضب.. يقولون: لقد خلَّف خيبة.. عند من..?! ولماذا..?! سمعوه في القدس الشهيدة يركل كل عربي,ويقول ما قاله, ويتحلل من وعوده بالدولة الفلسطينية, ولم يسمع منهم اعتراضاً, بل فتحوا له الأبواب, استقبلوه بالتعظيم له,والمذلة في نفوسهم.. ثم جاءتهم الخيبة.. وهو كل ما تبقى لهم من الرئيس بوش..!! لكن.. أمامه كانوا صغاراً .. حتى أن لصوص (دافوس) قاطعوا خطابه في شرم الشيخ أكثر من مرة بالتصفيق الحاد.. فإن غادر وقد خلَّف لهم الخيبة فهذا شأنهم .. هو قال ما قاله.. ولم يسأله أحد لماذا, فكيف نفترض أن خيبتهم التي قيل عنها ولم تعلن يمكن أن تؤثر به.. كفانا تسويفاً للأمور.. فبين القدس وتل أبيب وشرم الشيخ, كان بوش يركل برجله كل عربي.. إلا سورية.. استثناها من ركلته الاستصغارية حين طالب بعزلها..وهو يعرف أنها ترفض قوله ومنطقه,وكل ما تفوه به من عنصرية معادية للعرب.. وتقف ولا تخجل ضد الاحتلال والإرهاب والعدوان,وبالتالي تقف مع المقاومة.. عندما كان يتحدث سارعت فضائيات ناطقة بالعربية,وعجّل إعلاميون عرب.. لنقل الخبر: (بوش يدعو لعزل سورية).. والحقيقة أن بوش عزل كثيرين إلا سورية,فقد عجز عن عزلها.. عزل أولئك الذين أعجبتهم كثيراً حردبّة في ظهورهم من كثرة الانحناء,فأصبحوا يتغنون بإذلالهم من قبل الإدارة الأميركية.. ولا يستطيعون أن يظهروا صوتاً يرفض هذا التماهي في العنصرية وتأييد الذبح الإسرائيلي اليومي للعرب في فلسطين.. وفي الوقت ذاته لا يستطيعون أن يعلنوا أنهم يقبلون بذلك.. هم يخافون شعوبهم ومحكومون بالعزلة داخل الادعاءات الكاذبة لتجميل واقعهم أمام شعوب بلدانهم وأمتهم.. ذهب بوش.. ذهب بلا عودة.. وخلّف لكم ما جنته أيديكم..فإن كان خيبة فهي جنى أيديكم.. وهي ما تبقى لكم من بوش وعالمه الإجرامي العنصري.. هذا ما تبقى لكم.. عراق مذبوح.. ولبنان تتوزعه النزعات.. فلسطين لا يشبعون من دمها.. وسودان تهدده المصائب..و.. وتقولون: خيبة..?! متى أدركتكم الخيبة..?!
|
|