وفي كل المراكز الثقافية يجتهد القائمون عليها في الدعوة لندوة أو محاضرة وأمسية شعرية, لكن أغلب المقاعد تبقى خالية, ولا حياة لمن تنادي, وتبرز هذه الظاهرة وتتنامى يوما بعد يوم.
وبالمقابل هناك فعاليات محدودة تشهد حضورا واسعا أبطالها أسماء شهيرة في عالم الأدب والفن والفكر. وما قلناه عن الأمسيات الأدبية والندوات يقال عن الأمسيات الموسيقية والعروض المسرحية والسينمائية.
لماذا حضور واسع هنا ومقاعد خاوية هناك?
لماذا نكاد نجر الناس جرا الى فعالية, فيما يدفع الشباب مبلغا كبيرا لحضور فعالية أخرى?
ماذا يريد الناس وماذا لا يريدون?
أسئلة كثيرة تطرح ونحن نتحدث عن حضور الفعاليات الثقافية والفنية, وأعتقد أننا نجد الجواب في جماهيرية الشخصيات الإبداعية التي نستضيفها.
نتذكر أمسيات محمود درويش ونزار قباني وفيروز وزياد, ونتوقف قبل أن نتابع التعداد, فالأسماء المبدعة التي تجد صدى جماهيريا واسعا تكاد أن تعد على الأصابع, وكنا ولا نزال نراهن عليها عندما نريد أن نستعرض قدرتنا على اجتذاب الجمهور الى بعض فعالياتنا الثقافية, ونتجاهل أننا خسرنا الجمهور في فعاليات كثيرة.
إنه واقع بحاجة الى دراسة ومناقشة واستقصاء لمعرفة الأسباب وهل هي كامنة في المبدع أم الجمهور أم في طريقة تسويق فعالياتنا الثقافية والفنية. وإذا عرف السبب بطل العجب!