من أسباب الإقبال على هذه الروايات, ما نلمسه من تحدي التابوهات العقائدية, وكشف السرية الاجتماعية, وفضح التواطؤ السلوكي, وتقويض الهرمية المجتمعية العامة, وسواه مما يخاله المرء راسخاً ويحظى بما يشبه الإجماع, وذلك كله يسرد يمور بغليان التجربة الذاتية وإن ظلت مموهة..
من الإصدارات الجديدة تأتينا (نساء المنكر) لسمر المقرن (صادرة عن دار نشر سعودية) وقد يكون الاسم مستعاراً لأن الكاتبة تتجرأ على المحرمات فتروي قصة حبها الموءودة في الرياض حيث تتخلى عن كونها فضاء تقليدياً للرواية لأنها حسب تعبير الناقد السعودي محمد العباس مدينة جاذبة مادياً وطاردة روحياً.
ولا تكتفي الكاتبة بمناوشات المحرم, بل تنتقل إلى ارتياد حقل الألغام, إذ تدين تجربة(الأبالسة) وقد حكموا عليها بالسجن أربع سنوات وسبعمائة جلدة لأنهم قبضوا عليها متلبسة مع غير محرم بجرم احتساء القهوة في مكان عام مع أن عقوبة الزنا حددت في سورة النور بمئة جلدة, لتخلص الكاتبة إلى ابتعاد هذا التشدد عن ديننا الحنيف روحاً ونصاً.
(نساء المنكر) رواية أخرى تضاف إلى قائمة الأدب المقهور حسب تعبير الناقد السعودي, أدب يكون أسير حالة التفسير الرثائي للحظة مع أن الأدب ليس(ما جرى في المنقضي فحسب, بل ما يمكن للكائن أن يصيره) ما يمكننا حسب هذه المعايير من التأكيد على الأهمية السوسيولوجية للرواية, فهي معبر صادق عن العلاقة بالواقع وعن علاقاته.