تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مهمة عنان.. ومحنة التهريج السعودي القطري!؟

الصفحة الأولى
الأربعاء 28-3-2012
أســـعد عبــود

قَدَّرَ مراسل الـBBC في إسطنبول، أن خوف المجتمعين بغاية توحيد المعارضة السورية في الخارج، من التنابذ بالشتائم والاشتباك بالأيدي، هو الذي دفعهم إلى منع الصحافة من حضور الافتتاح بعد أن كانت دعيت لحضور يستمر ساعة.

في الوقت ذاته أعلنت جهات معارضة سورية في الداخل، هيئة التنسيق الوطني وغيرها، رفضها حضور اجتماع لحوار السوريين يدعو إليه غير السوريين.‏

والحقيقة أن الحوار المزعوم الذي دعي إليه بالرعاية القطرية أو التركية، يقوم على مبدأ فتح مظلة مجلس إسطنبول لتعقد جلسات الحوار تحتها!! و هو شكل من أشكال الوصاية . ومن الطبيعي أن ترفض المعارضات الأخرى هذا الشكل من الحوار.. ولاسيما أنه بتقدير العقل هي أقوى بكثير من مجلس إسطنبول في الشارع السوري، حين يعلو صوت الحوار ويسكت صوت الرصاص. وهي العقدة التي تواجه إمكانات الحوار في سورية، أعني حسابات الشارع السوري وإلى أين يتجه؟! ومن الذي يستطيع أن يتولى السلطات المختلفة بموجب الحوار كبوابة لصناديق الاقتراع واختيار الهيئات القيادية التشريعية والتنفيذية؟.‏

كل المساعي الحميدة التي تعاملت مع الأزمة السورية وجدت نفسها بشكل طبيعي أمام بوابة وحيدة للوصول إلى الحل، هي بوابة الحوار.. وهو ما بات اليوم مقراً ومعترفاً به، بعد تراجع أوهام الغزو العسكري أو إسقاط النظام بالقوة المسلحة.‏

كانت تلك هي الحقيقة التي واجهت الأحداث منذ البداية.. أي أن بوابة التغيير وإطلاق سورية الجديدة، بنظامها السياسي الحديث.. هي بوابة الحوار.. لكن وهم استنساخ السيناريو الليبي التعيس، والاقتداء بالرؤية التي ابتكرتها المطامع التركية الأكيدة المتفاهمة مع رؤية المهرج السعودي الكبير المتصالح مع المهرج القطري الصغير، حال دون ذلك.‏

رغم انكسار أحلام الحل بالقوة العسكرية المسلحة، لاتزال حفلة التهريج السعودية القطرية تدفع بالاتجاه ذاته.. ولا يزال مجلس إسطنبول ينقاد لشهوة المال وحلم السلطة دون حسابات لحقيقة موقف الشارع السوري.‏

هذه الحالة تخلق أكثر من عقدة أمام المساعي الحميدة و ضمنها ما تحمله مهمة كوفي عنان التي يتحداها بالتأكيد الموقف السعودي القطري ولابد لعنان أن ينفصل بمهمته عن هذا الموقف الذي يدعو للتسليح حيث هو يقوم بمهمة سياسية.. ويستطيع أن يقدر اليوم الفرق الشاسع بين الموقفين الروسي والصيني من جهة، والموقفين السعودي والقطري من جهة ثانية.. وألا.. يترك مهمته تضيع في أجواء التهريج التي ضيعت مهمة جامعة الدول العربية، رغم ما قدمته سورية لتسهيلها.‏

أما الولايات المتحدة فهي رغم دعمها لمجلس إسطنبول شككت دائماً بإمكانات المعارضة السورية.. وتقف اليوم مع مهمة عنان.. وبالتالي لابد من الحوار.. فإن ظل مجلس إسطنبول رافضاً للحوار منقاداً لما يقوله المهرج السعودي الكبير والمهرج القطري الصغير.. ضيع الفرصة التي تتيحها مهمة عنان..‏

لذلك وكي لا تضيع هذه الفرصة التاريخية يسأل العقل:‏

ما الذي يمنع فتح الحوار الوطني الجدي بين كل أطياف المعارضات السورية في الداخل والخارج الراغبة فيه وبين الموالاة أيضاً بأطيافها دون شروط مسبقة وعلى قدم المساواة..؟!‏

هل يستطيع كوفي عنان نقل مجلس إسطنبول ومعه أسلحته وأوهام المهرجين إلى الضفة الأخرى، وقاربه مصنوع من سياسة وحوار وتفاهمات..؟!‏

ننتظر.‏

As.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 788
القراءات: 817
القراءات: 807
القراءات: 900
القراءات: 747
القراءات: 867
القراءات: 812
القراءات: 857
القراءات: 788
القراءات: 833
القراءات: 736
القراءات: 826
القراءات: 825
القراءات: 788
القراءات: 828
القراءات: 960
القراءات: 696
القراءات: 1005
القراءات: 1164
القراءات: 899
القراءات: 857
القراءات: 1183
القراءات: 1070
القراءات: 852
القراءات: 1011

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية