تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خطوة في طريق طويل

على الملأ
الأربعاء 18-8-2010م
أحمد عرابي بعاج

الفارق الكبير بين الصادرات والواردات في الميزان التجاري لعامي 2008و 2009 بالاتجاه السالب يؤشر إلى نقطة ربما هي الأكثر إلحاحاً اليوم، وتحتاج إلى إجراءات ضخمة لإعـادة تحقيـق التوازن المطلوب ، خصوصاً في ظل الحديث المتزايد عن دعم الصادرات.

الإجراءات المطلوبة تتوزع مسؤولياتها كل الجهات التي لها علاقة في عملية التصدير 000 تبـدأ من المنتجين أنفسهم ، ولا تنتهي عند الحكومة التي لا تألو جهداً في هذا الاتجاه ، مروراً بهيئة تنميـة وترويج الصادرات إلى اتحاد المصدرين وغيرهم.‏

فقد خصص صندوق دعم الصادرات مبلغ 8 مليارات ليرة سورية لدعم الصادرات منذ الشـهر السابع من العام الحالي وبنسب دعـم تتراوح بين 5 و10 % ، فيما ارتفع المبلغ المقرر للدعم لعام 2011 إلى 18 مليار ليرة سورية‏

إلا أن ذلك لم يلق إقبالاً من قبل المصدرين على هذه الخدمة وهذا ما يطرح أكثر من سؤال 0‏

وفي الإجابة المتاحة اليوم فإن عدم إقبال المصدرين على الاسـتفادة من الصندوق تتعلق أولاً وأخيراً بحسابات ضيقة لهم اقتضت وفق مصالحهم الأولية عدم الإقبال على الاستفادة منها خشـية اكتشاف التكلفة الحقيقية لمنتجاتهم واحتساب الضرائب على أساسها مستقبلاً .‏

وهذا يحتاج أولاً إلى إعادة تقويم لآليات صرف هذه المبالغ وكان لابد من تدخل أجهـزة الدولـة لمراجعة أشكال الدعم وتطوير أساليبها ووضع استراتيجيات مناسبة لتنفيذها دعماً للاقتصاد الوطنـي وتحقيقاً لحضورها في الأسواق الدولية رغم أنها لم تخطىء في إنشاء صندوق دعـم الصادرات وتقـع مسؤولية عدم الاستفادة منه على عاتق المنتج والمصدر الذي يريد من الدولة كل شيء ولا يقدم على مساعدة نفسه إلا قسراً.‏

وقد أكد المجلس الأعلى للتصدير أول أمس على أهمية تشجيع وزيادة حجم الصادرات مع ضرورة الحفاظ على جودة المنتجات السورية ومواصفاتها لزيادة قدرتها التنافسية في الأسواق الخارجية 0 وأقر مبدأ فرض رسوم على المستوردات التي تزيد رسومها الجمركية على 15 % يخصص لدعم الصادرات ودعم تكلفة النقل لبعض الصادرات وناقش توسيع قاعدة أشكال الدعم لعملية التصدير وآلية تخفيض تكاليف الإنتاج 0‏

ولعل من الأمور الكبيرة التي تحتاج إلى اهتمام شديد في هذه المرحلة هو تقديم منتج يناسب الأسواق المقصودة فهي تختلف من سوق لآخر 0‏

وتدخل دراسة احتياجات الأسواق المقصودة والإنتاج حسب الطلب في صلب عمل هيـئة تنميـة وترويج الصادرات ، فلم يعد الترويج يقتصر على المشاركة في المعارض فقد تعداه إلى تقديم منتج يناسب أكثر من سوق ، فدخول منتجات الدول الأخرى إلى أسواقنا ومنافسة المنتج الوطني يشكل امتحاناً أولياً للمنافسة ، تمهيداً للامتحان الأكبر في الأسواق الخارجية ولعل ذلك يحدث شيئاً متغيراً في عقلية الإنتاج ويجعل المنتجين يعيدون حساباتهم في دراسة التكلفة وشكل المنتج وجودته لأن الوقت لا يتسع للتمهل وانتظار تدخل الدولة في ذلك أيضاً 0‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد عرابي بعاج
أحمد عرابي بعاج

القراءات: 2302
القراءات: 1740
القراءات: 1815
القراءات: 1857
القراءات: 2126
القراءات: 1987
القراءات: 1994
القراءات: 1938
القراءات: 2037
القراءات: 1998
القراءات: 2258
القراءات: 2100
القراءات: 2129
القراءات: 2129
القراءات: 2235
القراءات: 2283
القراءات: 2264
القراءات: 2410
القراءات: 2500
القراءات: 2347
القراءات: 1618
القراءات: 2394
القراءات: 2451
القراءات: 2440
القراءات: 2539

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية