تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فصول ساخرة في الديمقراطية ..!

البقعة الساخنة
الثلاثاء 11/4/2006
علي قاسم

لم يعد الحديث عن تشويه الديمقراطية مجديا في وقت تحولت فيه إلى مطية , كانت أولى ضحاياها الديمقراطية ذاتها , حين تسابقت كل من أوروبا والإدارة الأميركية لإعلان الحرب عليها والإصرار على محاصرتها والتضييق عليها وصولا إلى خنقها.

حرب لم تكتف بالرفض, بل أيضا بمحاولة الإلغاء , وبشتى السبل الممكنة , حتى تلك التي تدفع الشعب الفلسطيني إلى الجوع والعوز والحرمان عقابا على ديمقراطيتهم التي لم تكن كما أرادتها الشعارات الأميركية, ولم تكن كما خططت لها الدوائر الإسرائيلية .‏

وحين تبدو المسألة في نطاق الفهم لمعنى ان تقطع أوروبا والإدارة الأميركية المساعدات عن السلطة كمقدمة لتعلن إسرائيل وقف التعامل معها , ومقاطعة من يتعامل معها كنتيجة لفصول السياسية المقلوبة, حين ذاك, لا بد من التوقف , ولا بد من التساؤل, ولا بد من طرح الاحتمالات الممكنة للإجابة الضرورية. فقد شهد العالم كله تفاصيل الانقلاب على الديمقراطية, ويتابع اليوم فصول الرفض لها , ومشاهد العقاب عليها , والأخطرأساليب التأليب ضدها , ويشهد العالم كذلك مهازل الصراع على الفوز بسبق الوقوف في وجهها. إسرائيل التي لم ينفع تصعيدها العدواني في تغيير المعادلة , تلجأ إلى التصعيد السياسي متكئة على العقوبات الأميركية والأوروبية لتنفيذ تصعيدها السياسي هذا, وتضعها قاعدة للتعامل السياسي مع الدول والقوى الأخرى , ومع ذلك لم نسمع من يحتج أو يعترض .‏

بالتأكيد قلة أولئك الذين ينتظرون الاعتراض أو الاحتجاج ما دام المناخ السياسي معبأ بهذا الكم من المهاترات على نطاق كوني تتقاذفه مهازل الشعارات, وتتبادل الأدوار فيه مسرحيات من الكوميديا السياسية السوداء, وسط غيوم ملبدة من الانصياع الأعمى لمنطق يغالط كل شيء , ويخطىء في كل شيء . ورغم ذلك تبقى الأسئلة المطروحة أكبر من الإجابات مهما تكن تلك الإجابات , وتظل مشروعة رغم محاولة التطويق والنفي والإلغاء والتشكيك, وتظل حالة شاهدة على الانتكاسة التي يواجهها الفكر البشري .‏

وهذه المشروعية هي التي تعطي الرهان على الإرادة الفلسطينية بعدا آخر , وهي التي تفضي إلى ملامسة الواقع الفلسطيني من زاوية أخرى مغايرة, كانوا يريدونها أن تبقى مغيبة ومخفية.‏

وسط هذا التراكم من مفرزات الصراع, وذاك الوضوح لأدواته لم يعد المتاح مجرد وجهة نظر في الديمقراطية , ولا في شروطها , ولا في المعطيات التي تتيح التعاطي معها ,إنها جولة أخرى من مهزلة يريدون أن نكون الشهود فيها, و أحيانا المتفرجين, ولا بأس أن نكون الممثلين إنما بشروطهم , وحسب مقتضى الحال ..!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 6990
القراءات: 912
القراءات: 1065
القراءات: 856
القراءات: 857
القراءات: 848
القراءات: 967
القراءات: 814
القراءات: 743
القراءات: 842
القراءات: 890
القراءات: 776
القراءات: 718
القراءات: 776
القراءات: 970
القراءات: 852
القراءات: 663
القراءات: 858
القراءات: 882
القراءات: 940
القراءات: 882
القراءات: 766
القراءات: 941
القراءات: 850
القراءات: 983

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية