تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سورية السورية ...

نقش سياسي
الأربعاء 11-5-2016
أسعد عبود

رغم أن مسرح الدبكة السياسة حول الأزمة في سورية لا يلبث أن يحمى بين يوم ويوم.. ويشتد فيه وقع الخطى وتزدهر العزائم من كبار العالم إلى صغاره... لا زالت الجعجعة دون طحين.

الكل..باسم الشعب السوري.. الكل ضد الارهاب... الكل يدافع عن المدنيين.. الكل يتهم.. من واشنطن... من باريس.. من ظلال جنيف.. ومن اسطنبول وحتى الرياض!!. والعربة لا تمشي.. لماذا ؟! لأن العرس في سورية والطبول في الساحات التي ذكرنا بعضها.‏

لو كان أولئك اللاعبون «الدبيكة» الممتازون في المؤتمرات والمجموعات الدولية والاقليمية المناضلة باسم القضية السورية... يعيشون تحت القصف ودوي الطائرات وأصوات المدافع وحيث تتحداهم كل شؤون الحياة من رغيف الخبز وحتى نور الكهرباء مروراً بأمان الانتقال والتنقل و.. والمشفى والدواء... لما تميزوا بهذا الصبر الذي يصل حد الغش والتقاعس، نحن كسوريين لا يحق لنا أن نعتب عليهم حتى ولو صدقنا حكاية المؤامرة، نحن الذين علينا أن نحمل قضيتنا ونحمي بلدنا وليس غيرنا... نسعى لحل المسألة من داخل سورية مهما كانت الصعاب.‏

لن تصفى نيات أي محاور ما لم يقم شأناً للحياة في سورية.. أعني متطلبات الحياة في سورية... ولن يشعر بذلك ما لم يعش معنا في سورية... أما أن يتركنا لقدرنا ويقصد أرصفة العالم متسولاً أومتسللاً أومأجوراً مدعياً... أو صاحب مصالح في تأجيج الصراع لا ينسانا من الأسلحة وأدوات الدمار.. ثم يقرع ناقوسه ليدق بالنغمة ذاتها التي يكررها منذ أكثر من خمس سنوات ، حالماً بموقع له أو لعملائه في السلطة.‏

يريد السلطة أولاً وأخيراً... كل منهم يريد السلطة ؟! وغير متفقين فيما بينهم لمن تكون..!! وهم أعلم العالمين أين تضعهم الخيارات الديمقراطية إن كان إليها ثمة طريق، لذلك لا يريد أي منهم أن يمضي إلى احتمالات الحل بصفاء النية وارادة السلام ، لأنهم يخشون يوم يؤول القول الفصل في هذا البلد لشعبه الذي يعيش مأساته.‏

ما زالت سورية تسبق كل مبادرة لتستجيب.. بل هي تبادر كما في بيان الجيش السوري حول تمديد الهدنة في حلب.... وما زالت تنتظر اياب العقول إلى الرؤوس. وكلما أظهر مسرح العمل السياسي تقدماً ما ، انتكس بفعل عدم الاقتناع الحقيقي بأولوية الحل السياسي. فيتقدم الفعل العسكري الارهابي بالتأكيد.‏

حسب البيان الروسي الأميركي ، هناك إشارة لأهمية أن يتوقف الزج بالسلاح والارهابيين لسورية.. وهناك أهمية لفرز وتحديد المجموعات والمناطق لتمييز محاربة الارهاب.. وهناك أهمية لإقناع الأطراف بالعودة إلى طاولة الحوار. لكن هل هناك من يهتم بالأسباب الحقيقية لمغادرتها وما حصل بعد ذلك لتغيير معطيات الحوار ؟!‏

هذا ما جرى في سورية العالمية بين فيينا وجنيف وواشنطن وباريس وإسطنبول والرياض.. و.. و... غابت عنهم سورية السورية.‏

As.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 772
القراءات: 797
القراءات: 782
القراءات: 871
القراءات: 729
القراءات: 847
القراءات: 791
القراءات: 839
القراءات: 768
القراءات: 812
القراءات: 713
القراءات: 807
القراءات: 798
القراءات: 765
القراءات: 810
القراءات: 942
القراءات: 676
القراءات: 982
القراءات: 1141
القراءات: 879
القراءات: 839
القراءات: 1160
القراءات: 1051
القراءات: 829
القراءات: 990

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية