هذه التدخلات المرفوضة قانونياً وأخلاقياً غالباً ماتنطوي على مؤامرة تحيكها واشنطن والعواصم الغربية لخدمة أهداف محددة تسعى لتحقيقها، وغالباً مايكون آخر همها احترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
من هذا المنطلق ونحن دولة مواجهة مع الكيان الاسرائيلي ومحتضنيه، رفضنا ونرفض سياسات الهيمنة والاحتلال والاملاء الأميركية والغربية فإن بمقدورنا التعرف على دوافع أميركا والغرب بالتدخل، بل في تبني قوى المعارضة المرتمية في أحضانها وفي دعم المجموعات الارهابية المسلحة سياسياً وإعلامياً واستخباراتياً ومالياً، فضلاً عن الإسهام في تسليحها وتحريضها على القتل والتخريب وممارسة كل أشكال الإرهاب لإشاعة أجواء الفوضى والذعر والإخلال بالنظام العام.
لأميركا والغرب مصالح، ولهما مواقف معلنة من سورية، ومن الصراع العربي الاسرائيلي، فهما كطرف دولي لايخفي انحيازه وتبنيه لاسرائيل، وهما كطرف دولي منحاز يدعم الإرهاب الاسرائيلي لاشيء يردعه عن تزوير الحقائق والكيل بمكاييل مزدوجة ومتعددة انتصاراً للإرهاب الاسرائيلي، لكن....
نقول لكن لنسأل عن الأطراف الأخرى المنخرطة بالمؤامرة على سورية، ذلك أنه إذا كان لأميركا والغرب أدوار معروفة ومصالح متعددة تسعى من خلالها واعتماداً عليها لجعل الأمور والأحداث في سورية تسير في اتجاهات محددة تخدم المصالح الأميركية والغربية ومصالح اسرائيل بالضرورة، فما المصلحة الحقيقية للأطراف العربية والاقليمية الأخرى التي تجعلها تنخرط في المؤامرة ضد سورية؟!
دوافع التدخل الأميركي والغربي غير خافية، ودوافع تصريحات أوباما وكلينتون وآشتون وجوبيه معلومة، لكن ماذا عن دوافع الأطراف الأخرى الضالعة في تمويل المجموعات الارهابية المسلحة ، وماذا عن دوافعها في تقديم كل أشكال الدعم الاعلامي والسياسي المبرمج لهذه التنظيمات المتطرفة، ماالذي يجعلها تنضم إلى منتديات التدخل الغربي المرفوض، وهل يعني ذلك تحولها التام وقوفاً على الضفة الأخرى الى جانب عدو الأمة التاريخي اسرائيل؟!.
ali.na_66@yahoo.com