وأن تنساق دول وحكومات خلف مواقف ومعايير واشنطن المزدوجة حيناً والمتعددة أحياناً فهو أمر غير مقبول أيضاً، لكن لغة المصالح باتت تجد لذلك مبررات يقبلها البعض رغم تعارضها مع المبادىء والأخلاق والقوانين.
لكن أن تتحول جامعة الدول العربية ومؤسساتها إلى أداة تحركها الغرائز، فهو مالايمكن قبوله أو تبريره تحت أي عنوان، وأن تكيل الجامعة والبرلمان العربي كهيئة ومنظمة الايسيسكو الاتهامات وتصدر البيانات فهو مايؤكد ارتهان البعض للأجندات الخارجية وتوفر الإرادة لديه لتصفية المؤسسات العربية وجعلها مجتمعة دائرة من دوائر الخارجية الأميركية.
وهنا نحن لانطالب بمحاسبة أو بتنحية مستخدمي منابر هذه المؤسسات والعبور بها إلى ضفاف التبعية، غير أننا ندعو إلى المحافظة عليها وحمايتها صيانة للمصلحة العربية والأمن القومي، إذلايجوز أن نضيع البوصلة على هذا النحو، ولايجوز بالمطلق أن نلبس الأجندات والمخططات الخارجية لبوساً عربياً زائفاً.
وقد يكون مفيداً أن نذكر(من ضيع البوصلة) بتصريحات بان كي مون وقادة أميركا والدول الأوروبية حول ليبيا التي ماانفكوا يرددونها في كل مناسبة: «لولا العرب، لولا غطاؤهم، لولا المشاركة العربية لما تمكنا من فعل شيء في ليبيا» !!.
هل قرأ أحد من (العربان المشاركين) في هذه التصريحات دفاعاً غربياً عن النفس إزاء الجرائم المرتكبة في ليبيا، وهل قرأ ( أحد العربان المشاركين) تحميلاً غربياً لهم الجزء الأكبر من المسؤولية -إن لم يكن كلها- عن كل ماحصل ويحصل، وهل وجد(أحد العربان) في هذه التصريحات تنصلاً غربياً من كل التبعات مستقبلاً؟!.
نحن لانخاف على سورية لأننا نعرفها جيداً ونعرف قدرتها على المواجهة صوناً لسيادتها واستقلالها ووحدتها، لكننا نسأل: من أعطاكم صلاحية الإجهاز على مؤسساتنا القومية.. لاتدعوا الدوافع السياسية تصيبكم بالعمى، وإذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ...
ali.na_66@yahoo.com