كردستان.. استفتاء أم انتحار
نافذة على حدث الخميس 28-9-2017 محرز العلي وسط رفض دولي وإقليمي أصر قادة إقليم كردستان إجراء الاستفتاء ليعلنوا أن هذا الإقليم مرشح في أي لحظة للانفصال عن العراق مايعني وجود محاولات حثيثة لتقسيم العراق إلى كيانات مذهبية ودينية وطائفية بما يخدم المشروع الصهيو-أميركي التقسيمي للمنطقة عموماً وللعراق على وجه الخصوص.
تداعيات هذا الاستفتاء بدأت تظهر على العلن من دول الجوار حيث تم إغلاق المجال الجوي الايراني أمام الطائرات التي تقلع من مطارات كردستان وكذلك تصريحات المسؤولين الإيرانيين تدل على ان هناك اجراءات عقابية تؤكد أن ماحدث يصب في مصلحة المشاريع التقسيمية حيث وصف قادة كردستان بتجار إسرائيل كذلك فإن مواقف الجانب التركي تؤكد رفض نتائج الاستفتاء وعدم الاعتراف به وبالتالي فإن تداعيات هذا الاستفتاء ستكون كارثية إذا ماتم فرض عقوبات اقتصادية وغلق المنافذ البرية على الدول المجاورة وهو مايعتبر انتحاراً سياسياً قام به قادة كردستان بتشجيع إسرائيلي وأميركي خفي.
الانتحار السياسي بهذه الخطوة والتي تؤسس لتقسيم العراق يتجلى في الخطوات التي تتخذها حكومة بغداد برئاسة العبادي والتي هي بدورها أكدت رفضها القاطع للاستفتاء مايعني أن هذه الخطوة الانفصالية لاتخدم الشعب الكردي ولا الشعب العراقي وإنما تشكل خطوة في تنفيذ المشروع الصهيوني والذي فشل تنفيذه عبر الإرهاب.
الاستفتاء خطوة باتجاه إقامة بؤرة توتر جديدة في المنطقة لاتختلف عن بؤرة إقامة الكيان الصهيوني وتداعيات هذا الاستفتاء ستكون كارثية إذا لم يتم تداركها عبر إلغائه والخاسر الوحيد هو الشعب الكردي لاسيما وأن هذا الكيان لايتمتع بأي مقومات الدولة من حيث المنافذ البرية والبحرية والجوية المستقلة.
mohrzali@gmail.com
|