تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


النفاق أصالة ..وبالعدوى

الافتتاحيــة
الثلاثاء 5-2-2013
بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم

يحاول النفاق التركي أن يجاري مثيله الغربي، شأنه في ذلك شأن نظيره من الأعراب، لكنه بمنطق الجوار، وبحكم الجغرافيا، يأتي نافراً ونشازاً، وأحيانا عسيراً على الفهم والهضم، وفي بعضها ساذجاً ومفلساً.

لن ندخل في تفاصيل الدوافع، ولا في خلفية الأسباب التي تدفع بهذا النفاق إلى أن يطفو على السطح، لكن ومن باب القرينة الحاضرة التي تجزم بدخول الموقف التركي عتبة الزوغان الكلي في عناوينه وتفاصيله، يظل الافتراء فاضحاً، كما يبقى الادعاء مفجعاً، وخصوصاً حين يكون متبجحاً ومتناقضاً حتى مع مفرداته.‏

بالمنطق ذاته يستمر أمراء المشيخات في اجترار ما تيسر لهم، أو ما تركه فتات السياسة على موائد غيرهم، حتى لو أن بعضهم حاول تحييد لغة النعاج لبعض الوقت، فعدوى النفاق تنسحب على الأدوات، ليس في الاستدارة السياسية المستحيلة، بل أيضا في تقاليد ما تقتضيه الاستجابة الفورية لأوامر العمليات المستعجلة.‏

يصعب على التحليل السياسي أن يجري محاكمته المنطقية، كما يصعب على العقل مجاراة النفاق، لكن ليس من العسير فهم الخلفيات، ولا التمييز بين نفاق المحترف .. وكالة وأصالة، وبين نفاق الأدوات.. ارتزاقاً وتبعية وخنوعاً ولهاثاً وراء استرضاء المشغلين لهم، ولاسيما حين يكون محاطا بكل هذه الشواهد المترامية الأطراف والاتجاهات من أقصى الغرب إلى آخر بقعة في الشرق.‏

وفي الحالين سياق واحد، مع فارق كبير في النتيجة.. فالغرب هو الغرب بأطماعه ومصالحه، وهواجس عدوانيته، ومحاكاته الدائمة فوق الطاولة وتحت الطاولة للرغبات الإسرائيلية لم يتغير، ولم نأمل منه غير ذلك، أما من استوطن.. في قلبه وعقله الهوى الإسرائيلي ، يصعب عليه أن يخرجه، وإن عاتب فعتاب على قدر المحبة، وإن نافق فنفاق في الوقت بدل الضائع، وهي تجربة فاشلة بامتياز لأن الاستدراك يبدو أصعب وربما أخطر.‏

ما فاتهم أن ما عجزوا عنه بالخديعة والتآمر لن ينالوه بالنفاق، وما عجزوا عنه عبر دعم المسلحين الإرهابيين، لن يحققوه بتسطير رسائل الوعيد الكاذب والتهديد الفارغ، ولا بتلك المقولات الخاطئة والمغلوطة، ولا بذلك الإمعان في الكذب والافتراء.‏

فنحن السوريين ندرك أنها قضيتنا وأنه قرارنا في شأننا الداخلي، وفي حوارنا ووضع حلول لما بيننا، وقد أثبتنا ذلك رغم هول الهجمة واتساع مساحة الحرب الكونية، كما هو في كل ما يخص حقوقنا ومقدراتنا، وما يتعلق بطريقة صد العدوان، ورد الصاع صاعين، سواء كان عدواناً مباشراً، أم عبر المرتزقة والأجراء، وحتى فيما هو أبعد من ذلك، ولنا في ذلك تجارب عديدة بل وموثقة، ولا نحتاج إلى الكثير للتذكير بها لأن هناك من يتعامل بذاكرة قاصرة وربما مبتورة، وبعضهم الآخر قد مسح ذاكرته كما مسح انتماءه ووجوده ,استغنى عنه ثمناً لقبوله أداة أو شبه أداة.‏

السوريون في عامين إلا قليلاً رسموا مشهداً لا يشبه غيره، وما بعده لا يماثل ما قبله في شيء، ووضعوا إحداثيات تتراكض خلفها وحولها الفرضيات، وفي ردهم لن يشبهوا أحداً ولا يتشابهون فيه مع أحد، حيث تتراكض أيضاً وتلهث وراءه التكهنات والتجمعات.‏

a.ka667@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 956
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1068
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية