تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الطاقة.. أعباء ثقيلة

على الملأ
الأحد 14-3-2010م
علي نصر الله

لا يخفى على أحد أن الطاقة وتلبية الطلب المتزايد عليها تشكل اليوم تحدياً من أهم التحديات الماثلة أمام الحكومات في أربع جهات الأرض، فضلاً عن أنها تعد أحد محركات التجاذبات والصراعات السياسية الجارية في العالم.

وتلبية النمو المتزايد للطلب على الطاقة هو تحد كبير لأنه يحتاج لتكاليف مرهقة، إذ تنفق سورية( مثلاً) كل يوم ما يزيد عن /500/ مليون ليرة لتشغيل محطات توليد الكهرباء العاملة على الغاز والفيول، ناهيك عن التكاليف الأخرى التي تنفق لإنشاء محطات جديدة وتوسيع أخرى إضافة إلى صيانة الشبكات واستبدالها وتجديدها وإنشاء خطوط جديدة ( أرضية وهوائية) لنقل وتوزيع الكهرباء.‏

ولتلبية الطلب على الطاقة الذي يزداد في سورية سنوياً بنسبة 8٪ يكون على وزارة الكهرباء وبالتالي على الحكومة أن تقيم كل سنة محطة لتوليد /500 ميغا واط ساعي/ تكلفتها لا تقل عن /500/ مليون يورو، وهو ما يعد تحدياً وثقلاً كبيراً تتحمل أعباءه الحكومة منفردة... لكن إلى متى؟!.‏

في إحدى المناسبات ذكر رئيس الحكومة أن مقدار الدعم الذي توفره الدولة تجاوز /400/ مليار ليرة سنوياً جله يذهب لدعم الكهرباء والمشتقات النفطية ، واذا كنا نذكر اليوم بهذا الرقم الكبير جداً، فإننا نود استثارة حس المسؤولية عندكل مستهلك للطاقة على أمل أن ندفعه إلى إعادة قراءة الرقم ومحاولة فهمه وإدراك أبعاده.‏

فربما لا يدرك الكثير من مستهلكي الطاقة أن هناك فجوة كبيرة بين تكاليف إنتاج وتوزيع الكهرباء وبين التعرفة الحالية«المتدنية» كما لا يدركون أن الحكومة هي من يسدد الفرق ويردم الفجوة.‏

وإذا كان الكثير من مستهلكي الطاقة يعتقدون أن من واجب وزارة الكهرباء أن توفر الطاقة لهم وأن تعالج الفاقد الفني لديها، فإنهم مطالبون بالامتناع عن هدر الطاقة، ومن واجبهم أن يمتنعوا عن الاستجرار غير المشروع وعن التلاعب بالعدادات المنزلية منها والتجارية لأن هذه الممارسات تضيف أعباء ثقيلة إلى ما تحمله وزارة الكهرباء واقعاً.‏

إن واقع الطاقة هو واقع صعب ومعقد إذ يرتبط التجاري بالاجتماعي، وربما لا يعكس النمو الحالي للطلب على الطاقة حقيقة الواقع لأن عامل رفع كفاءة الاستخدام أو ما يسمى بالترشيد لا يلحظه المستهلك في أغلب الأحيان، ولذلك لابد من تكثيف برامج التوعية وتوجيه المستهلكين لاقتناء أجهزة السخانات الشمسية إلى جانب البحث الجاد عن مصادر الطاقات المتجددة وعن مصادر لتمويل مشاريعها.‏

ali.na_66@yahoo.com

تعليقات الزوار

كريم |  als_info@autolight-sy.com | 14/03/2010 03:41

تحية طيبة وبعد ، نعم مع حق ، تزايد الطلب على الطاقة يشكل عبئا مستمرا في معظم الدول ومنها سورية. ومن الطبيعي بأن هناك مجالات لا يحبّذ تقنين استهلاك الطاقة فيها كالزراعة والصناعة الا مثلا برفع مردود الآلات المستخدمة بالصيانة المناسبة وبتحديثها كلما أمكن. وان أمعنا النظر نجد أن الهدر الأكبر للطاقة هو مايمكن أن ندعوه بالهدر الحراري والذي يصل الى أعلى مستوياته في فصلي الشتاء والصيف. ومهما حاول المستهلك الترشيد في استهلاكه فهو لن يتحمل البرد أو الحر من أجله. فما الحل؟ الحل ليس صعبا ، علميا على الأقل ، ولو تبنّته الدولة على المستوى الوطني سيتم تخفيض هذا الهدر بشكل ملحوظ تدريجيا. بالمناسبة ما سأقوله بخصوص الحل ليس جديدا لمعظم الناس وخاصة العاملين في مجال الطاقة. ماذا يميّز ثلاجة التخزين ذات الجودة العالية مع مثيلتها ذات الجودة المتدنية؟ كما نعلم هو مقدار العزل الحراري بين داخلها والمحيط الخارجي من حولها. فلو فرضنا أن الثلاجتين ستعملان لمدة 5 سنوات مثلا وحسبنا مجموع الكلفة الابتدائية والجارية لكل منهما سنجد حتما أن ذات الجودة العالية هي أقل كلفة من الأخرى. والأهم من ذلك أن الطاقة التي احتاجتها لتخزين بعض الأطعمة مثلا هي أقل بكثير مما استجرّته الثلاجة ذات الجودة المنخفضة لنفس العمل. أرجو أن الصورة قد أصبحت واضحة. فكلما ساهمت الدولة في تشجيع ( أو فرض ، ان لزم الأمر ) انشاء مساكن بجدران ذات عازلية معقولة ( وهناك حلول اقتصادية عديدة لزيادة هذه العازلية يعرفها معظم المهندسين المدنيين والمعماريين ) لن يحتاج المستهلك لطاقة كبيرة لابقاء منزله أو مكان عمله بدرجة حرارة معقولة ، صيفا أو شتاءا. طبعا الخطوة الأولى في هذا الاتجاه ستشكل عبء إضافي وخاصة في الأعمال الادارية لكن ثمار هذا التوجه ستبدأ بالظهور في 5 الى 10 سنوات ومع الوقت ستصبح معظم الطاقة المستخدمة موجهة للاستثمار الصناعي والزراعي. لكن من يعمّر طويلا يعلم أن العلم وحده لا يكفي لحل أي معضلة على المستوى الوطني قبل أن يتوافق مع اعتبارات أخرى محلية ودولية. لهذا فكثير من الأمور الهامة الأخرى احتاجت لسنوات عديدة قبل اقرارها والعمل عليها. تحية لك المهندس عبد الكريم يوسف بن باسيل فحمه 1949 حلب

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12372
القراءات: 1653
القراءات: 1307
القراءات: 1474
القراءات: 1428
القراءات: 1251
القراءات: 1487
القراءات: 1359
القراءات: 1471
القراءات: 1557
القراءات: 1564
القراءات: 1630
القراءات: 1899
القراءات: 1273
القراءات: 1348
القراءات: 1292
القراءات: 1664
القراءات: 1477
القراءات: 1431
القراءات: 1514
القراءات: 1470
القراءات: 1495
القراءات: 1467
القراءات: 1779
القراءات: 1479
القراءات: 1356

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية