| الديباجة ذاتها! قضايا الثورة وآخر ما تم ابتداعه من ذرائع لاستكمال حلقات المشروع الشرق أوسطي إياه هو نشر الحرية خارج الولايات المتحدة بالقوة, وهذه الذريعة لم تأت في مقال صحفي لمنظري سياسة اليمين المتطرف في الإدارة الأميركية ولا في بحث أكاديمي لأحد مراكز البحوث الاستراتيجية التي تدعم تلك السياسة وترسم لها خطوطها بل جاءت بشكل صريح وفصيح على لسان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. المفارقة الصارخة في هذا الإطار أن رايس كانت بالأمس تسوق لذرائع أخرى وبثوب مختلف وطريقة مختلفة لتنفيذ المآرب الأميركية ولكن سرعان ما ظهر زيفها وبطلانها أمام سمع العالم وبصره ما استدعى من الوزيرة أن تغير الحجة علها تجد من يصغي إليها ويصفق لها. فقد كانت رايس ومعها ريتشارد بيرل وديفيد ساترفيلد ورامسفيلد وغيرهم من الأسماء البارزة في إدارة بوش يروجون أن هدفهم من وراء غزو العراق هو القضاء على أسلحة الدمار الشامل التي زعموا أنه يملكها ويهدد الأمن العالمي كله بها, ولما انكشفت حقيقة هذه الذريعة الكاذبة اتجهت حملات التضليل الأميركية إلى اختراع تلفيقات جديدة لتبرير استمرار احتلال العراق, فزعم أقطاب البيت الأبيض أنهم يسعون لإقامة عراق حر وديمقراطي وموحد وأن هدفهم النهائي أن يشق العراقيون طريقهم نحو السيادة والاستقلال فماذا كانت النتيجة?! باختصار كانت الأحداث على أرض الواقع تؤكد أن الإدارة الأميركية تتجاهل كل الدعوات العالمية للانسحاب من العراق وجعل العراقيين يقررون مصيرهم بأنفسهم وفي الوقت ذاته تضغط باتجاه ترسيخ مسلسل الفيدرالية والمشروعات التي ستقود لاحقاً إلى التقسيم فضلاً عن بناء كل ما يؤدي إلى الفوضى (الخلاقة) أو الفوضى (البناءة) كما أعلنوها صراحة. فأي ديمقراطية تلك التي ينعم بها العراقيون اليوم? وأي حرية يتمتع بها أبناء الفلوجة والنجف وتل عفر وغيرها من مدن العراق التي يخيم عليها شبح الموت القاتل مطلع كل صباح?! وإلى متى سيظل أركان البيت الأبيض يكررون ديباجتهم المذكورة ذاتها حول الأنموذج العراقي الديمقراطي الذي أرسوه في العراق ويبشرون لنقله إلى دول المنطقة برمتها?! باختصار لا يبدو أن هناك إجابة لهذا السؤال الجوهري سوى الاستمرار في تنفيذ المخطط للشرق الأوسط الكبير في سباق محموم مع الزمن حتى ولو افتضح أمر تلك المخططات ahmadh@ureach.com ">وأهدافها!. ahmadh@ureach.com
|
|