بعد ما أصاب ذلك القطاع من ترهل وانكسارات عكستها أرقام المتسربين سنويا من المدارس والكليات والمعاهد التقانية الموزعة على امتداد مساحة سورية.
الهدف من تشكيل هذه اللجنة كما فهمناه تركز حول تغيير النظرة الدونية للتعليم المهني والتقني والحد من تسرب الطلاب وعزوفهم عن هذا النوع من التعليم، وتقديم البدائل المنطقية التي تشكل الحافز المطلوب للتطوير الذي يفترض أن يشمل مختلف القطاعات والاختصاصات والتركيز على النوع الذي تحتاجه عملية التنمية على اعتبار أن التعليم التقاني والمهني يمثل الحامل الموضوعي لمسارات التنمية والبناء.
ما علمناه أيضا أن اللجنة المذكورة ومعها اللجنة الفنية المشتركة المكونة من ممثلين عن وزارة التعليم العالي ووزارة التربية وغرف الصناعة والجامعات وقطاعات الأعمال أنجزت دراسة تضمنت اقتراح سياسات واستراتيجيات التعليم الفني والمهني والتقاني ومتابعة عمل اللجنة الفنية وإصدار القرارات اللازمة لانجاز أعمالها وإعادة النظر في هيكلية وتبعية التعليم الفني والمهني والتقاني، كما أنجزت دراسة حول تعديل معدلات القبول للتعليم المهني للعام القادم بحيث تخفض نسبة القبول في التعليم المهني إلى 30٪ والعام إلى 70٪ ولا تتعدى درجة القبول في التعليم المهني بأي محافظة 200 درجة في شهادة التعليم الأساسي خاصة إذا ما علمنا أن نسبة التسرب من التعليم المهني تصل إلى 13٪ ونسبة العزوف 40٪.
اللافت في الموضوع أن أحد أبرز مهام اللجنة الوزارية هو العمل على تجسير التعليم المهني والتقني وفتح مسارات جديدة للتعليم الفني والتقاني من خلال إحداث كليات تقانية تستوعب خريجي التعليم المهني بمختلف الاختصاصات المتاحة، وتحديث المناهج انطلاقا من العام القادم من أجل تحديد نقاط الضعف فيها والعمل على تجاوزها وسيتم خلال الصيف القادم إجراء الدورات التدريبية للمعلمين والمدرسين على المناهج الجديدة بهدف الحد كثيراً من النظرة السلبية إلى التعليم المهني، خاصة أن سوق العمل بحاجة ماسة إلى عمال مهرة يستطيعون التعامل مع تقنيات الإنتاج التي تتطور باستمرار، وخريج التعليم المهني عندما يملك تلك المهارات هو بالتأكيد يجب أن يحظى بالفرص الأوسع التي يطلبها سوق العمل.
بالتأكيد ما هو مطلوب اليوم أكثر من مجرد لجان وقرارات تصدرها فالعبرة كما يقال بالنتائج، فهل سيطول الوقت بانتظار النتائج العملية لمقترحات تلك اللجنة وهل سنكون في المستقبل أمام نظرة موضوعية لتطوير التعليم التقني والمهني وفتح المجال واسعا أمام الكثير ممن ينتظرون فرصة العمل؟