تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دمشق.. البوصلة والعنوان

إضاءات
الاثنين 4-3-2013
د.خلف علي المفتاح

مؤتمرات ولقاءات ودعوات تحولت إلى كرنفالات سياسية وإعلامية هدفها تسويق مشاريع وغسيل أشخاص تراهم، يستجيبون ويلبون بسرعة عالية والتزام قل نظيره لتعليمات قوى الخارج وتلتئم مجاميعهم أو لنقل تجمعاتهم حول طاولة منحرفة الزاوية والاتجاه،

تراهم يتزاحمون لتصدر واجهاتها وعلى ميمنة وميسرة من تعج الذاكرة الوطنية بأبشع صورها عن تاريخهم وتاريخ آبائهم وأجدادهم الاستعماري البغيض.‏

هم أنفسهم الذين يزعمون الحرص على دماء السوريين وأمنهم واستقرارهم، تجدهم يرفضون كل دعوات أبناء وطنهم الصادقة من أجل الجلوس إلى طاولة الحوار والاحتكام إلى لغة العقل بعيداً عن أي عصاب سياسي أو ايديولوجي، في لغة تعلو فيها المصلحة الوطنية العليا على أي مصلحة أخرى، وأولويات الوطن والمواطن على مصالح وأولويات القوى الخارجية أياً كانت العناوين التي تختبئ أو تستظل خلفها.‏

إن الدعوة للحوار الوطني وصولاً للحل السياسي الذي يسبقه وقف لكل أشكال العنف وتجفيف لمنابعه وإغلاق لبواباته هي المخرج الوحيد والآمن لوصول سورية إلى بر الأمان يعقبه فتح صفحة جديدة تتحدد فيها ملامح عقد اجتماعي جديد يكتبه السوريون بأيديهم، ويأتي معبراً عن ارادتهم وطموحاتهم في نظام سياسي واقتصادي واجتماعي يحمل ملامح سورية المتجددة المتفاعلة مع رغبات أبنائها وحقهم في العيش بأمان وحرية وكرامة ورفاه.‏

إن المعارضة - أي معارضة وطنية- تستمد قوتها من حيزها الاجتماعي الوطني ورصيدها السياسي الداخلي لا من فائض قوة الخارج، لأن حاصله السياسي والمجتمعي سيكون مساوياً صفراً ناهيك عن أثمانه الفادحة على مجريات النزاع وتداعياته على الساحتين الإقليمية والدولية، من هنا تبدو أهمية الدعوة للاستقواء بالداخل على الخارج والداخل هنا هو عملية ديمقراطية واسعة وعميقة وشفافة تعكس خريطة سياسية وبنى ديمقراطية ذات تمثيل صحيح تتساوى فيها الحجوم السياسية مع الحجوم الاجتماعية دونما تقزيم أو تضخيم لأحد.‏

إن دماء السوريين وأمن الوطن واستقراره وسيادته يجب أن تتقدم على كل الحسابات أياً كانت فكل شيء يمكن تعويضه وأي خسارة مهما كانت جسيمة ومؤلمة يمكن تجاوزها إلا خسارة الوطن والكرامة، فهما في حسنا الشعبي وضميرنا الجمعي متلازمتا الأرض والعرض لافكاك بينهما أبداً مهما اشتد الخطب وغلت التضحيات؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خلف المفتاح
خلف المفتاح

القراءات: 11198
القراءات: 1004
القراءات: 759
القراءات: 903
القراءات: 781
القراءات: 854
القراءات: 867
القراءات: 829
القراءات: 894
القراءات: 839
القراءات: 840
القراءات: 827
القراءات: 851
القراءات: 886
القراءات: 921
القراءات: 904
القراءات: 975
القراءات: 966
القراءات: 911
القراءات: 964
القراءات: 896
القراءات: 930
القراءات: 955
القراءات: 993
القراءات: 1148
القراءات: 1143

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية