الوجع مصر على الإقامة بيننا.. مسيطرا... لكن من قال الثقافة حتى في أحلك الظروف... مجرد ترف؟
الفعل الثقافي حين يمتلك أعلى درجات الإبداع.. أليس بإمكانه حينها.. تمريرنا إليه... ليخلصنا من عبث مايدور حولنا... ليقذف بنا بعيدا عن كل هذا النزف المرعب..!؟
فهل تمكنت أنشطتنا الثقافية.. في عام مضى من زعزعة استقرارنا في مستنقع الأزمة؟
استمرارية الحراك... هل بدت مؤثرة أم إنها مضت كمن يتجنب الاحتكاك بالآني.. علها تسلم!
الحراك الثقافي السوري على الصعيد الرسمي في مجالاته العديدة استمر، العروض المسرحية، التظاهرات السينمائية، الدراما، اصدرات الكتب، الحفلات الموسيقية.. والمعارض التشكيلية....
كلها أنشطة أصرت على التواجد في أقسى الظروف... الطريقة التي قدمت بها، والتحديثات التي أدخلتها، وطريقة تعاطيها مع الأزمة السورية، كلها مواضيع تخضع لنشاط مطول...!
أماكن كثيرة كانت مستعدة لاستقبال الفعاليات... أوبرا دمشق، مسارح دمشق، كندي دمشق، ودمر... صالات العرض... والمراكز الثقافية المنتشرة في مختلف المناطق.
لكن اللافت... أن الحرب الدائرة في كل الأمكنة... بدلت شكل الأنشطة واهتماماتها... وأوجدت حراكا من نوع مختلف، يصر على الاختلاف عن الرسمي بدءا من الأماكن التي تحتضنه... كالملتقيات الثقافية والفنية التي تقام في الأندية والمقاهي والمطاعم الدمشقية وتقدم مزيجا فيه تنوع ثقافي وفكري وأدبي... يصر على الاختلاف وجذب متلق لايفكر بالخروج من منزله... إلا مضطرا!
استمراريتك في أي شيء تخضع لإيمانك به... مع بداية الأزمة السورية، تكسرت قيم كثيرة لأنها دخيلة ولم نؤمن بها يوما... وحكما بعد نهايتها سيختلف المشهد كليا...!
الثقافة وحدها بمعزل عن مكوناتها، وأفرادها... عثراتها.. ستبقى دوما اليد التي تمتد لتنتشلنا من عفن الحاضر... وعقم الآتي...، ولكن شتان بين فعل ثقافي... يصر على التواجد كيفما اتفق، وكأنه مجرد فرض.. لافعل يقلقنا... وبين آخر... يحرضنا على عيش حياة مختلفة حتى لو كنا غارقين في المحن!
soadzz@yahoo.com