تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الطرف الثالث

الصفحة الأولى
الأربعاء 23-5-2012
أسعد عبود

بعد عام وشهرين من طوفان الدم السوري انتهت الأمم المتحدة إلى نتيجة أن هناك «طرف ثالث» في الأزمة!.. قالها الأمين ومساعده وغيرهما ولم يصرخ أي منهم.. وجدتها.. وجدتها..؟!

احتجنا لموت الآلاف.. وخراب المدن والأرياف.. وقهر النقص في كل شيء.. وما يشبه الخوف في كل اللحظات، كي تستفيق الأمم المتحدة، أنه ثمة طرف ثالث، بغض النظر عن دقة الكلام.. أما الأمم غير المتحدة « أميركا أوربا ...الخ « فهي إلى الآن تميل إلى أن للأزمة طرفاً واحداً يقاتل نفسه بنفسه.. ويفجر ممتلكاته.. ويقضي على جنوده والمدافعين عنه..؟!‏

وفق مسيرة الأمم المتحدة هذه.. مازلنا بعيدين جداً عن الأمان..؟! اليوم هناك طرف ثالث.. ولن يكون غدا لتحديد هذا الطرف الثالث بل سيحتاج ذلك شهوراً وأياماً طوالاً من آلام وأوجاع تشتد، ذلك أن الأمم المتحدة والأمم غير المتحدة استفردت فينا بسيل عقوبات منذ الشهر الأول للأزمة مازالت تتفاقم وتتصاعد بما جعل تأثيرها على كل مخلوق في سورية.. هذا نوع من تعاطف يقول: نحن نقتلكم ونريحكم من عناء أن تقتلوا بعضكم!.‏

ورغم جرأة الأمم المتحدة بالحديث عن طرف ثالث، فهو تصريح لا يوضح أمراً، بل يغلف كل الأمور..‏

من هو الطرف الثالث؟! أو قبل ذلك من الطرفان الأول والثاني..؟! يفترض المنطق أن الأمم المتحدة وغير المتحدة تعني بالطرف الأول ، الدولة السورية ممثلة بحكومتها.. وبالطرف الثاني من يعارضها.. وهو تشميل لا يحوي من الدقة إلا القليل القليل..‏

من يعارضون، يتوزعون شيعاً وأحزاباً لم تعد خلافاتهم في كل فصائلهم- لكل فصيل خلافاته - بخافية على أحد.. وبين من يعارضون قوى لم تعلن نفسها، لأنها تخجل من نفسها، وهي ليست قليلة في ممارسة الجريمة.. مثل قوة المرتزقة من قتلة ومجرمين ومطلوبين بقضايا جنائية ومن وجدوا في الحراك المسلح باب رزق.‏

و في الدولة السورية غير الحكومة.. الصامتون الذين ينشدون الأمن والاستقرار والحياة والعمل.. ومازالوا الأكثرية..‏

أما الطرف الثالث الذي تعنيه الأمم المتحدة، فهو متعدد بتعدد دولها- ذات الشأن على الأقل -و لا تبدو هناك أي نية لتحديد الطرف الثالث المعني.. بل إن الأمم المتحدة هربت من التحديد إلى التشميل.. فبعد أن قالت: القاعدة.. عادت واستأنفت لتعمم بعبارة الطرف الثالث!.‏

مهمة الأمم المتحدة الراهنة موقع أمل للسوريين.. وأكثر ما نخشى منه أمران:‏

1-أن تتعمد سياسة التعمية عوضاً عن الشفافية، كما في حالة «الطرف الثالث»..‏

2-أن تسعى لتثبيت الأوضاع على ما هي عليه من فقدان الأمن والثقة ومن عقوبات وصعوبات واستحالات..‏

As.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 791
القراءات: 820
القراءات: 811
القراءات: 903
القراءات: 750
القراءات: 872
القراءات: 816
القراءات: 860
القراءات: 791
القراءات: 836
القراءات: 742
القراءات: 831
القراءات: 828
القراءات: 791
القراءات: 832
القراءات: 964
القراءات: 699
القراءات: 1009
القراءات: 1167
القراءات: 903
القراءات: 861
القراءات: 1186
القراءات: 1075
القراءات: 855
القراءات: 1014

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية