بعد انتهاء هذا المؤتمر أو ذاك متناسين أن التجارب التي مررنا بها في هذا المجال سابقاً كانت غير موفقة سواء لجهة اتفاقيات التوءمة التي وقعت بين بعض مدننا ومدن مماثلة في دول صديقة، أم لجهة اجتماعات المجالس العليا المشتركة مع بعض الدول، أم لجهة ورشات العمل التي أقيمت لمعالجة عدد من الموضوعات والقضايا..الخ.
بصراحة وصدق نحن بهذا الكلام لا ننكأ جراح الماضي إلا من أجل دعوة المعنيين في جهاتنا العامة لمنع حصول جروح جديدة، ولا نشير إلى خلل سابق إلا من أجل الاستفادة من دروسه، ولا نهاجم جهة عامة إلا من أجل تصويب مسارها.. من هذا المنطلق وغيره نشير إلى خطورة أن ننجح إعلامياً في إقامة مهرجان هنا ومؤتمر هناك، وفِي نفس الوقت نفشل بعد ذلك في متابعة تنفيذ القرارات والتوصيات المتخذة ومن ثم في تحقيق أي من الأهداف التي نسعى إليها من وراء إقامتها!
إن الأمثلة على فشلنا في تنفيذ توصيات ومقررات مؤتمرات وورش عمل ومهرجانات واتفاقيات واجتماعات سابقة لا تعد ولا تحصى، وبإمكان من يشكك بما نقول العودة لأرشيف وزاراتنا وجامعاتنا وجهاتنا العامة فعندها سيجد الكثير الكثير، والسبب بكل بساطة الترهل وعدم الحرص وعدم المساءلة والمحاسبة وغياب آليات العمل والمتابعة الجادة التي يمكن أن تؤدي للنجاح المطلوب.
لكل ما تقدم وغيره ننتظر من وزارة الأشغال العامة والإسكان ألا تضع ما خلص إليه المؤتمر الوطني الأول للإسكان في الأدراج وتنساه، ومن وزارة التربية ألا تكتفي بالبهرجات الإعلامية لمؤتمر التطوير التربوي الذي ينطلق اليوم وتنسى مخرجاته، ومن الوزارات والجهات العامة ذات العلاقة ألا تستمر في دفن ما وقعت عليه في الاتفاقيات المبرمة بينها وبين جهات أخرى داخل وخارج القطر، فمن غير المقبول وغير المسموح أن تستمر تلك الجهات بهدر الوقت والجهد والمال العام.. والسلام.