تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هذه النبرة الأميركية متى تتوقف?!

قضاياالثورة
الاحد 18/9/2005
محمد علي بوظة

صدم العالم الذي كان ينتظر بعد إعصار (كاترينا« والتعاطف العربي والدولي الكبير,وبما يشبه الإجماع مع أسر وعائلات الضحايا والمنكوبين,أن يسمع خطاباً مختلفاً ولهجةً أقل حدة وغطرسة من جانب الإدارة الأميركية,خصوصاً وأنها أمام استحقاق استضافة أكبر قمةٍ عالمية تعقدُ في الأمم المتحدة في دورتها الحالية على الأرض الأميركية, وما يعني ذلك من ضرورة توفير الحدود الدنيا لمقومات النجاح لهذا التجمع, في التصدي لظاهرة الإرهاب كواحدة من أكبر التحديات المهددة للأمن والسلم الدوليين, والتي تقف عائقاً أمام تحقيق التنمية وجهود حل النزاعات الدولية وفي مقدمتها الصراع العربي -الإسرائيلي, ومحاربتها واجتثاثها في ضوء تعريفاتٍ محددةٍ ودقيقة لاتخضع لمزاجية وتفسيرات القطبية الأحادية, وتميز بينه وبين المقاومة والنضال المشروع للشعوب, فجاءت التوقعات أكثر من مخيبة والنبرة محبطةً ترسم صورةً أكثر قتامة وسخونة وتفجراً للمشهد الدولي.

ذلك أن إدارة بوش وبدلاً من الالتفات نحو المناطق المنكوبة بالإعصار في(نيوأورليانز« والولايات الأخرى, وصبِّ الجهد في اتجاه تخفيف الآلام والمعاناة عن عشرات الآلاف من العائلات وأخذ العبر والدروس من هذه الكارثة, وبالتالي المراجعة للسياسات الخاطئة المأزومة في الداخل وخارج الحدود,الغارقة في وحول ومستنقعات العراق وأفغانستان وفي الاصطفاف الخانع خلف الكيان الصهيوني, تواجه على أرضية التدخل والغزو والانحياز الأعمى الاستنزاف المادي والبشري والسياسي, راحت تواصل بالعناد المعهود وعلى أعلى المستويات بدءاً من سيد البيت الأبيض وانتهاء لانهاية بوزيرة خارجيته كوندوليزا رايس, سياسة الهروب والتغطية على الأزمات والتقصير في معالجتها, بفتحٍ للنار وتسعيرٍ لنبرة وحمى الضغوط وحملات الافتراء والتضليل في اتجاهاتٍ مختلفة, خصت المنطقة العربية وسورية بالقسط الوافر منها بأمل صرف النظر عن الأزمات, والتعويض عن الفشل والهزائم المتلاحقة لمشروعاتها ومخططاتها في أكثر من مكان.‏‏

لقد اعتقدنا واعتقد العالم أن زمن التهديد والوعيد والتلويح باستخدام القوة, وسيلةً لترهيب الشعوب وابتزازها وفرض الإملاءات والشروط عليها, والحؤول دون استقرارها وتطورها وتقدمها قد ولى إلى غير رجعة وانتهى بانتهاء الحرب الباردة, لكن الذي حصل أن التفرد الأميركي وفي غياب لمعادلة التوازن على الساحة الدولية,قد أغوى المحافظين الجدد واليمين المتطرف والمتصهين وحرك لديهم نوازع وأطماعاً استعمارية قديمة بالهيمنة والسيطرة الكونية, هي اليوم موضع مجاهرة وفي سباق مع الزمن تحرق الأخضر واليابس, وتغرق العالم وهذه المنطقة في المقام الأول بالحروب والدم.‏‏

باختصار شديد فإن صقور الإدارة الأميركية الحالية يشيعون اليوم مناخات من الاستعداء والكراهية,والثأر لانتكاسات مشروعاتهم المتطابقة مع المشروع الصهيوني,ويوجهون سهامهم وحرابهم في اتجاه قلاع الممانعة العربية وتلك التي لاتروق لهم أنظمتها وسياساتها في أنحاء متفرقة وكثيرة من هذا الكون..والطامة الكبرى والكارثة أن يجد العالم نفسه محكوماً بشخوصٍ من هذا الطراز, وأسير عقليةٍ شوفينية مهووسة بإشعال النزاعات والحرائق والحروب وتعميم الفوضى والإلغاء للآخر, ولايحسن بعد كل هذه التجارب المرة والطويلة سواء عبر تجمعاته أم من خلال منظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها, التعامل مع مثل هذا الخطر والتحدي الكبير والتخفيف من اندفاعاته وحماقاته إلى أدنى الحدود, حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين وانتصاراً لقيم ومبادىء الحق والعدل.‏‏

وإذ نتعشم أن يتم ذلك على وجه السرعة وقبل فوات الآوان, فإننا نتطلع بعين التفاؤل إلى التحول الكبير في الرأي العام الأميركي, واعتراض قرابة الستين بالمئة من الشعب الأميركي على أسلوب إدارة بوش وتشيني ورامسفيلد ورايس, وأدائهم السياسي والحربجي في العراق وبأن يمثل هذا التحول, عامل ضغطٍ وعقلنةٍ وزجر بوجه هذه الحرب القذرة وفي وجه أي مغامرات أو حروب أخرى, لن تعود على الأميركيين أنفسهم وعلى العالم بغير المزيد من الكوارث والآلام.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد علي بوظة
محمد علي بوظة

القراءات: 1049
القراءات: 963
القراءات: 1035
القراءات: 1047
القراءات: 996
القراءات: 1015
القراءات: 1055
القراءات: 1024
القراءات: 1091
القراءات: 1144
القراءات: 1123
القراءات: 1030
القراءات: 1115
القراءات: 1143
القراءات: 1118
القراءات: 1141
القراءات: 1142
القراءات: 1203
القراءات: 1224
القراءات: 1184
القراءات: 1157
القراءات: 1148
القراءات: 1164
القراءات: 1252
القراءات: 1212

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية