ظاهرة تكررت بين ظهرانينا.. فالواضح أن البعض استفاد من تسهيلات وتشريعات حكومية وتخفيض الضرائب, والتي كان الغرض منها تخفيف الوطأة عنا.. وبدل أن تتحرك الأسعار لمصلحتنا.. حافظوا عليها واستبدلوا الفائض.. بالترفيه عنا, وذلك برعاية مهرجانات وراليات (وكأنك يازيد ما غزيت).
ومعلوم للجميع كوننامستهلكين ندفع قيمة الإعلان والرعايات هذه سلفا من جيوبنا, فصاحب المنتج يخصص ميزانية للإعلان محسوبة مقدما من سعر المنتج ومدفوعة من جيوبنا..
وبتراجع دور رقابة فاعلة لمراقبة حركة السوق وأسعار السلع خارجياً وداخلياً وتكلفة الإنتاج.. وبغياب جمعية حماية المستهلك لايزال الكثيرون ممن تعلمونهم أو لا تعلمون.. يردحون ويسرحون بنا.. ويجتهدون (بحلْب) الحكومة.. أي (نحن)..!!
وكي لا أتهم بأنني لا أجيد الرقص في احتفالات كهذه.. وطالما أن هناك رغبة بعدم تحريك الأسعار.. وأن الكثير من الاقتصاديين لديهم فائض ينفقونه (من دون عودة) على الإعلانات أقترح وأتساءل.. لماذا لا يتم صرف جزء من هذا المال على دعم العملية التعليمية.. وشراء مخابر.. وتبني شباب طامح (تعليماً.. أو تأسيس مشروعات لهم.. أو كليهما معاً).. وأيضاً دعم القطاع الصحي بشراء جهاز طبي مثلاً.. والحاجات المتوفرة للمساهمة فيها كثيرة.. جداً.. جداً.. جداً.. على مبدأ (صدقة جارية) ولا احتفال.. تحتاج البلديات (ميزانية خاصة) للتنظيف بعده..