فإسرائيل وعلى مدى العقود الستة الماضية على قيامها ككيان مغتصب واستيطاني وعدواني لم تقدم دليلا واحداً على انها ترغب بالسلام أو تسعى لاعادة الحقوق الى أصحابها.
وما يتسرب من تصريحات ومعلومات حول وضعها شروطاً للانسحاب من الجولان المحتل يطرح الكثير من علامات الاستفهام بان ما تطرحه لايعكس بالضرورة حقيقة موقفها الرافض للسلام, ويدفع بالمراقب والمتابع الى الجزم بأن مايتم تداوله والايحاء به مجرد مناورة تريد من خلالها تحسين صورتها في الخارج بعدما أصبحت مشوهه في نظر العالم لما تقوم به من ممارسات وعمليات قتل وتدمير بحق الشعب الفلسطيني الاعزل الرازح تحت احتلالها البغيض.
مهما يكن من نيات اسرائيل ومناوراتها وخططها ومدى جديتها من عدمها فإن سورية حددت ثوابتها وقناعاتها حيال عملية السلام منذ زمن بعيد , وعلى هذا الاساس شاركت في مؤتمر مدريد وكل ماتلاه من مفاوضات مباشرة بما ينسجم وحقوقها المشروعة في استعادة آراضيها المحتلة.
وبناء عليه فإن اي طروحات أو اي حلول أو مفاوضات مقترحة يجب أن تستند الى القرارات والاعراف الدولية ومبادئ مؤتمر مدريد ومبدأ الارض مقابل السلام الذي يضمن عودة الجولان كاملاً , وماعدا ذلك فإن اي طرح آخر لايخرج عن حدود المناورة المكشوفة والمفضوحة والتي لن تجلب السلام ولا الأمن ولا يمكن أن تحقق الاستقرار المنشود الذي تحتاج أليه المنطقة .