ولست أدري ما السبب الذي يدفع هؤلاء للحديث عن نسائنا بهذا الشكل, وهم يدركون تماماً أنهم لا يقولون الحقيقة ولا نصفها.
فمن ينظر يرى أن المرأة تحتل الآن مواقع قيادية مهمة في العمل الثقافي والإبداعي أكثر من أي وقت مضى, ولعل من الظلم أن نأتي على ذكر أسماء محددة قادت بعض مفاصل العمل الثقافي والإعلامي حسب ما تتطلبه زاوية صغيرة كهذه.
وربما العنوان الأبرز للنموذج أن احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية ترأسها سيدة دمشقية.
ومن يرجع إلى التاريخ سيلاحظ أن المرأة السورية كانت في مختلف العصور متواجدة على الساحة العلمية والثقافية في مختلف الجوانب.
بل من يتصفح كتب تراجم المشاهير ولا سيما في العصور المسماة عصور التخلف من القرن السابع إلى القرن الثالث عشر, سيجد مئات الأسماء الأنثوية بين شاعرة وعالمة في اللغة والفقه والطب.
حتى إذا بلغنا العصر الراهن سنجد آلاف الأسماء الأنثوية ذات الحضور الفاعل في العمل الثقافي والفكري, بل تزداد حضوراً مع توجهات جادة لتأخذ دورها الكامل في بناء الإنسان وبناء الثقافة الوطنية.
ربما النقطة التي تثير حساسية بعضهم حول المرأة العربية هي تصرفات فردية تصدر عن عقلية ذكورية جامدة, ومثل هذه العقلية موجودة في كل بلاد العالم, فلماذا يحاسب عليها مجتمعنا فقط دون غيره من المجتمعات?
بصراحة هناك مغرضون وعندما لا يستطيعون أن ينالوا منا في جانب قوي يأتون من جانب يظنون أنه ضعيف حسب خيالاتهم -مثل جانب دور المرأة- ولكن واقعنا المتين يصدّ بقوة كل محاولاتهم.