وأول هذه الأسس انسحاب اسرائيل من الأراضي العربية التي احتلتها عام1967 ، وتطبيق القرارات الشرعية الدولية بهذا الخصوص ،والاعتراف بالقرار 194 الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينين ،ووقف كل أشكال الاستيطان في الأراضي العربية المحتلة.
لكن السياسات التي تكرسها حكومة الكيان الاسرائيلي المتطرفة بقيادة نتنياهو وليبرمان تنسف أي خطوة تؤدي إلى مثل هذا السلام الشامل أو حتى للمفاوضات من أجل الوصول إليه، فهي ترفض الانسحاب حتى خطوط الرابع من حزيران وترفض عودة اللاجئين الفلسطينين وتحاول تقزيم الدولة الفلسطينية الموعودة إلى حكم ذاتي محدود وتواصل بناء المستوطنات التي كان آخرها الاعداد لبناء 1450 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، وترفض كذلك الانسحاب من الجولان ومن جنوب لبنان، وفوق هذا وذاك تحاول جاهدة فرض شروط جديدة على العرب مثل الاعتراف بيهودية كيانها الذي يعني باختصار الاعتراف بالمشروع الصهيوني في فلسطين وشرعنته وما يتبع ذلك من توطين للفلسطينيين في كل بقاع العالم وهضم ماتبقى من حقوقهم وأرضهم.
وإذا حاولنا قراءة المواقف الدولية- والأميركية تحديداً- من كل مايجري نجد أنها تشجع اسرائيل على تماديها برفض السلام والاستمرار في مشروعها الاستيطاني والتوسعي والعدواني، فبدلاً من إجبارها على وقف الاستيطان بالطرق الفاعلة نجد أن المواقف لاترقى إلى حد المطالبة بذلك، وبدلاً من إلزامها بتنفيذ القرارات الدولية نجد المؤازرة لها في كل المحافل الدولية كما يجري في مجلس الأمن في أغلب الأحيان.
وطالما بقيت المواقف الدولية على هذا المنوال فلن تشهد المنطقة أي خطوات جدية باتجاه السلام ولاخلق الظروف المناسبة للمفاوضات التي تؤدي إليه!!.
ahmadh@uech.com