تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أسمع جعجعة ولا أرى طحناً

معاً على الطريق
الخميس 2-7-2009م
عبد النبي حجازي

الحرب المعاصرة تقوم على أركان أربعة لا يقل أيٌّ منها عن الآخر ، هي: الطائرات والقنابل ، والجاسوسية ، والديبلوماسية ، والإعلامية .

و(دبليوبوش) الأشدّ بطشاً من هولاكو وهتلر والذي قلنا إنه غرق في رمال العراق قسمنا إلى قسمين: دول ممانعة سماها محور الشر ، ودول معتدلة بارك خطاها . والآن يبدأ الجيش الأمريكي بإخلاء المدن العراقية ، وتتوالى التفجيرات ويزداد عدد الضحايا ، وتزداد الخرائب والجوع والذل وتتجدد اتفاقيات (النفط) ثالث أكبر احتياطي في العالم بعقود إذعان. وإسرائيل لاتزال تتوسع في احتلال الأراضي وقلع الأشجار وإقامة المستوطنات واستحواذ القدس ، ولاتزال تمنع إعادة إعمار غزة ودخول المعونات والغذاء والدواء لجياعها عن طريق البر فتسد المعابر وعن طريق البحر فتردّ البواخر القادمة من لارنكا كما فعلت أمس .. ممعنة في تضييق الخناق على الفلسطينيين وقتلهم جوعاً ومرضاً . والفلسطينيون لايزالون عاجزين عن الاتفاق في تبادل (الأسرى !) وحقن الدماء . وتتنامى الصراعات في أفغانستان ، وباكستان ، والصومال , ولبنان ، وأخيراً في إيران ووسائل الإعلام العربية لاشيء منها سوى النقيق وكأنها تحوّلت إلى ضفادع ودجاج وحجل , مثل زوجة ذاك الرجل الذي دخل البيت متعباً فتلقته متدفقة (فستاني) بدأ يتهرّأ ، وتقدم له الشاي: جارتنا التي فوق أولادها يخبطون الأرض بأقدامهم يثيرون الأعصاب ، وتضع العشاء: جارتنا التي تحت تشاجرت مع زوجها وحردت إلى بيت أهلها ، وترفع العشاء: بائع البندورة غشاش , فقال لها محتقناً: يابنت الحلال أرجوك اجعلي يوماً للنقيق ويوما للراحة . وعاد في اليوم التالي يوم الراحة وإذا بها تردد «بكرة النق» . وسائل إعلامنا العربية لا قوة لها على الأدنين سوى إثارة الأعصاب ولا حظوة لها عند الأعلين إلا كحظوة ذاك الشاعر الذي دخل على الأمير وألقى بين يديه قصيدة جعله أعلى مقاماً من النجوم ، وأشد سطوعاً من الشمس ، وأكثر بأساً من صم الجبال وجلس ينتظر المكافأة فقال الأمير : أعطوه مئة دينار فتهلل وجه الشاعر ، قال اجعلوها ألفاً فزاغت عينا الشاعر . قال أما وإنك قد ابتهجت اجعلوها عشرة آلاف وعندما خرج الشاعرلم يعطه أحدٌ شيئاً فعاد إلى الأمير يشكوه قال الأمير «ياهذا سررتنا بكلام فسررناك بكلام مثله أما أن يكون كلامك بدنانير فهذا والله إجحاف» .‏

أصبحت حال المواطن العربي شبيهة بحال الشاعر قيس بن الملوح (مجنون ليلى)‏

كأن فؤادي في مخالب طائــر إذا ذُكرتْ ليلى يشدّ بها قبضا‏

كأن فجاج الأرض حلقة خاتم عليّ فما تزداد طولاً ولا عرضا ‏

والأنفاس تحتقن في الصدور ، والقلوب تضخّ ماء بدل الدماء ، والبيئة تلوثت بالقنابل (الذكية) التي ملأت الأثير بسمومها ، هذا فوق التصحّر وشحّ المياه ، وغلاء الأسعار وتدني الدخول . ولانزال نحن العرب لامتفقين ولا مختلفين ولانتقن فنّ الاتفاق ولا فن الاختلاف مفتونين بنفوسنا نمشي على الأرض مرحاً وكأننا الأقفاص المخلعة . anhijazi@gmail.com

تعليقات الزوار

ٌRasheed |  abokreem@gmail.com | 11/07/2009 09:02

الرئيس القذافي في مرة من المرات قال: أنا قلت للرؤساء العرب اتحدوا حتى تضمنوا كراسي الحكم وأي محاولة انقلابية ضد أحدكم سوف تجهض في حينها، ليتهم أخذوا بكلامه وأصبحوا أقوياء وأصبحنا نحن الشعوب أقوياء تبعاً لهم.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2148
القراءات: 1086
القراءات: 1096
القراءات: 1083
القراءات: 1287
القراءات: 1111
القراءات: 1047
القراءات: 1332
القراءات: 1299
القراءات: 1152
القراءات: 1682
القراءات: 1208
القراءات: 1770
القراءات: 1250
القراءات: 1206
القراءات: 1307
القراءات: 1245
القراءات: 1328
القراءات: 1311
القراءات: 1322
القراءات: 1538
القراءات: 1696
القراءات: 1484
القراءات: 1402
القراءات: 1834

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية