| مبارك للعراق الافتتاحية ومبارك للولايات المتحدة خطوة بسيطة جداً في مشوار طويل عنوانه الخروج من ورطة العراق..وهي تقدّر ذلك، وقد عبّر الرئيس أوباما بنفسه عن تقديره للجهد الذي ينتظر بلاده من أجل الخروج من العراق « الورطة». إذ يبدأ الانسحاب، ومهما بدت الخطوة محدودة، يحضرني ما قاله السيد الرئيس بشار الأسد منذ بدت النيات الأميركية واضحة لاقتراف جريمة تدمير واحتلال العراق..ولا سيما كلمتيه أمام قمة شرم الشيخ العربية بدورتها العادية، التي وصفها سيادته بـ «الاستثنائية» رغم أنها تطابق موعد انعقادها بتاريخ الأول من آذار2003 ، وأمام مجلس الشعب السوري بتاريخ 10/3/2003. لا أعود لذلك تتبعاً لخطا رئيس بلادنا، ولا تقريضاً له، وامتداحاً لسيادته، وهو أهل له..إنما أسجل لمن يرغب في الاطلاع مصدر ما ذهبت إليه. حذّر الرئيس الأسد في حينه أميركا من جهة والعرب من جهة، وقدم مقترحات محددة واضحة للخروج من الأزمة..حذّر أميركا من خطورة الغوص في رمال العراق، وحذّر العرب من خطورة اللامبالاة أو اللا قرار أو اللا تصرف تجاه ما يهدد العراق..موضحاً الفرق بين غزو هولاكو واجتياحه العراق عام 1258، ومشروع أميركا لاجتياحه 2003 لكن..«أسمعت لو ناديت حياً»..لم يكن وحده يطلق مثل ذاك النداء، ومع ذلك وقعت الكارثة، وعرفت أميركا أي مستنقع تحويه رمال العراق مالم ينفع معه حريقهم لنخيل بغداد..وعرف العرب أن غزو العراق كان غزواً لهم جميعاً في عقر دارهم ..وهو جرح سيبقى نازفاً إلى زمن آخر..نرجو ألا يطول. يقول السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق: إن سيادة العراق لا تزال منقوصة ما دامت هناك قوات أجنبية في البلاد. ويضيف: يرتكب خطأ فادحاً من يعتقد أن العراقيين غير قادرين على حماية بلادهم. الرؤية سليمة تماماً..وهي نقطة البدء للاتجاه إلى الحل الصحيح والنهائي، الذي هو وبموجب كلام المالكي الانسحاب الكامل للقوات الأميركية ،واستعادة العراقيين مهمة حماية بلادهم، واستقلالية قرارهم. كيف..ليس العراق وحده الذي يعاني..أبداً ليس وحده..والقابض من الدول العربية على قراره الوطني كالقابض على الجمر، والريح تتحداه من الجهات الأربع. فما العمل...؟! ما مضى قد مضى..والذين لم يسمعوا النداء تعمدوا ألا يسمعوا...والذين سمعوه ولم يلبوا «سامحهم الله» ولنبحث في اليوم..في غد..في المستقبل..وثمة فرصة ما تتيحها الظروف الدولية..إن أحسنا النيات ولبت العزائم. في داخل كل بلد من بلداننا قوة قادرة أن تفعل، هي قوة الشعب. وتستمد هذه القوة، قوة أعظم من انتمائها العربي، وانتمائها التاريخي لهذه المنطقة، ودورها في العالم..وهي ثلاثية مترابطة لا مجال لتجاوز إحداها خدمة للثانية. حصاد إمكانات الشعب في كل بلد عربي وتوظيفها في خدمة البناء الوطني والقرار المستقل، ورفض التدخل شكلاً ومضموناً، خافياً أو ملموساً..بوابة في ممر تنفتح عليه بوابات عربية، ويودي إلى الطريق الدولية، عبر المنطقة التي نعيش فيها، بما يعنيه ذلك من تاريخ وجغرافيا وثقافة. العراق..فلسطين..لبنان..سورية..مصر..السعودية وغيرها، في كل منها قوة قادرة على تأكيد وصيانة خصوصيتها الوطنية، بما لا يقبل التشكيك أو الإساءة من داخل بلداننا، ومن مقدرة الشعب نبدأ ليس بالنيات، بل بالعمل لرصد كامل القوة، خدمة لكامل الشعب والوطن، دون أي تساهل مع خائن، كائناً من يكون، تحجج بالتعب أم بالهرب؟ هل في الدنيا من عانى كالفلسطينيين؟! هناك هبّ فلسطيني ليبصق في وجه خائن في قلب الكنيست الإسرائيلي، مؤكداً العدالة المطلقة لمصير الخونة. أنفكُ عن الحماسة لأقول: لتتبع الفعل الحقيقي النيات الطيبة، ولنحذر معاقبة الشرفاء المناضلين بالدفاع عن الخونة المبتذلين، وبالانتماء العربي لكل شعب في دولة من دول الوطن الكبير عنصر قوة باتجاه الهدوء والسكينة والاستقرار، وليس بالضرورة باتجاه الحرب. فإن أضفنا ما في مجتمعاتنا القطرية مقدمة للقاء العربي، بوابة لعلاقات دول المنطقة وشعوبها، نفتح بوابة لرحيل الغزاة، من تعب منهم ببضع سنوات، ومن تنكب سلاحه لستين عاماً.
|
|