تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مبارك للعراق

الافتتاحية
الخميس 2-7-2009م
بقلم رئيس التحرير أسـعد عبـود

هي خطوة يجب أن تتبعها خطوات، ومع ذلك كلاهما يستحق عبارة «مبارك»، العراق الشقيق والولايات المتحدة الأميركية..مبارك للعراق أن يستعيد ولو جزئياً مدنه من المحتل الأميركي،

ومبارك للولايات المتحدة خطوة بسيطة جداً في مشوار طويل عنوانه الخروج من ورطة العراق..وهي تقدّر ذلك، وقد عبّر الرئيس أوباما بنفسه عن تقديره للجهد الذي ينتظر بلاده من أجل الخروج من العراق « الورطة».‏

إذ يبدأ الانسحاب، ومهما بدت الخطوة محدودة، يحضرني ما قاله السيد الرئيس بشار الأسد منذ بدت النيات الأميركية واضحة لاقتراف جريمة تدمير واحتلال العراق..ولا سيما كلمتيه أمام قمة شرم الشيخ العربية بدورتها العادية، التي وصفها سيادته بـ «الاستثنائية» رغم أنها تطابق موعد انعقادها بتاريخ الأول من آذار2003 ، وأمام مجلس الشعب السوري بتاريخ 10/3/2003.‏

لا أعود لذلك تتبعاً لخطا رئيس بلادنا، ولا تقريضاً له، وامتداحاً لسيادته، وهو أهل له..إنما أسجل لمن يرغب في الاطلاع مصدر ما ذهبت إليه.‏

حذّر الرئيس الأسد في حينه أميركا من جهة والعرب من جهة، وقدم مقترحات محددة واضحة للخروج من الأزمة..حذّر أميركا من خطورة الغوص في رمال العراق، وحذّر العرب من خطورة اللامبالاة أو اللا قرار أو اللا تصرف تجاه ما يهدد العراق..موضحاً الفرق بين غزو هولاكو واجتياحه العراق عام 1258، ومشروع أميركا لاجتياحه 2003 لكن..«أسمعت لو ناديت حياً»..لم يكن وحده يطلق مثل ذاك النداء، ومع ذلك وقعت الكارثة، وعرفت أميركا أي مستنقع تحويه رمال العراق مالم ينفع معه حريقهم لنخيل بغداد..وعرف العرب أن غزو العراق كان غزواً لهم جميعاً في عقر دارهم ..وهو جرح سيبقى نازفاً إلى زمن آخر..نرجو ألا يطول.‏

يقول السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق: إن سيادة العراق لا تزال منقوصة ما دامت هناك قوات أجنبية في البلاد.‏

ويضيف: يرتكب خطأ فادحاً من يعتقد أن العراقيين غير قادرين على حماية بلادهم.‏

الرؤية سليمة تماماً..وهي نقطة البدء للاتجاه إلى الحل الصحيح والنهائي، الذي هو وبموجب كلام المالكي الانسحاب الكامل للقوات الأميركية ،واستعادة العراقيين مهمة حماية بلادهم، واستقلالية قرارهم.‏

كيف..ليس العراق وحده الذي يعاني..أبداً ليس وحده..والقابض من الدول العربية على قراره الوطني كالقابض على الجمر، والريح تتحداه من الجهات الأربع.‏

فما العمل...؟!‏

ما مضى قد مضى..والذين لم يسمعوا النداء تعمدوا ألا يسمعوا...والذين سمعوه ولم يلبوا «سامحهم الله» ولنبحث في اليوم..في غد..في المستقبل..وثمة فرصة ما تتيحها الظروف الدولية..إن أحسنا النيات ولبت العزائم.‏

في داخل كل بلد من بلداننا قوة قادرة أن تفعل، هي قوة الشعب. وتستمد هذه القوة، قوة أعظم من انتمائها العربي، وانتمائها التاريخي لهذه المنطقة، ودورها في العالم..وهي ثلاثية مترابطة لا مجال لتجاوز إحداها خدمة للثانية.‏

حصاد إمكانات الشعب في كل بلد عربي وتوظيفها في خدمة البناء الوطني والقرار المستقل، ورفض التدخل شكلاً ومضموناً، خافياً أو ملموساً..بوابة في ممر تنفتح عليه بوابات عربية، ويودي إلى الطريق الدولية، عبر المنطقة التي نعيش فيها، بما يعنيه ذلك من تاريخ وجغرافيا وثقافة.‏

العراق..فلسطين..لبنان..سورية..مصر..السعودية وغيرها، في كل منها قوة قادرة على تأكيد وصيانة خصوصيتها الوطنية، بما لا يقبل التشكيك أو الإساءة من داخل بلداننا، ومن مقدرة الشعب نبدأ ليس بالنيات، بل بالعمل لرصد كامل القوة، خدمة لكامل الشعب والوطن، دون أي تساهل مع خائن، كائناً من يكون، تحجج بالتعب أم بالهرب؟ هل في الدنيا من عانى كالفلسطينيين؟! هناك هبّ فلسطيني ليبصق في وجه خائن في قلب الكنيست الإسرائيلي، مؤكداً العدالة المطلقة لمصير الخونة.‏

أنفكُ عن الحماسة لأقول: لتتبع الفعل الحقيقي النيات الطيبة، ولنحذر معاقبة الشرفاء المناضلين بالدفاع عن الخونة المبتذلين، وبالانتماء العربي لكل شعب في دولة من دول الوطن الكبير عنصر قوة باتجاه الهدوء والسكينة والاستقرار، وليس بالضرورة باتجاه الحرب.‏

فإن أضفنا ما في مجتمعاتنا القطرية مقدمة للقاء العربي، بوابة لعلاقات دول المنطقة وشعوبها، نفتح بوابة لرحيل الغزاة، من تعب منهم ببضع سنوات، ومن تنكب سلاحه لستين عاماً.‏

a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 02/07/2009 09:08

حتى الآن لاشيء من العرب في دائرة الفعل, فأمريكا قررت دخول العراق غزوا بالقوة المسلحة فحدث الغزو, أمريكا قررت إلغاء الجيش العراقي والشرطة أيضا ونهب النفط, فحدث هذا, أمريكا قررت بناء قوة عسكرية وأمنية عراقية بتدريب وتسليح غربي, فحدث هذا, أمريكا قررت إعادة التمركز خارج المدن , فيحدث هذا, أمريكا قررت فتح العراق للجهاديين فحدث هذا, أمريكا قررت العنف في الداخل العراقي, فحدث هذا, أمريكا قررت خفض العنف فحدث هذا...إذن أين دور العرب أو حتى أين دور أهل العراق؟!, بالطبع عمليا وواقعيا لاشيء, فعلى ماذا كلمة مبروك للعراق؟..أعتقد أن الصحيح المؤلم والمحزن هو قول كلمة مبروك لأمريكا,يالحمرة الخجل.

جهاد العين |  J_alain@hotmail.com | 02/07/2009 11:43

مبروك مبروك مبروك للعراق الشقيق بهذا الإنسحاب الأول,وليس مبروك مبروك مبروك إلى قوى 14 آذار التي تريد أن تجلب الإحتلال لبيروت .

المهندس / محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 02/07/2009 12:59

الأستاذ / أسعد عبود ، تحية وبعد : نترك (مبارك) لمصر ، ومبروك للعراق انسحاب القوات الأمريكية من مدنه ، والمهم أن يستفيد العرب من دروس العراق ، وبهذا أقول : 1 - الدرس الأول : بُعيد سقوط بغداد في أيدي المغول الجدد ، كنت في سورية ، وفي جلسة مسائية دار فيها نقاش سياسي - وهذه عادة سورية بامتياز ، وفي كل مكان - قلت لمحدثي : وجوه الأشقاء العراقيين التي رأيناها على الفضائيات ، وتجاعيد القهر والظلم بادية عليها ، عن أيّة قضية تُرى سيدافع أصحابها ؟! هل سيدافعون عن نظام أوصلهم إلى الدرك الأسفل بعد أن كانوا في عليين ؟ 2 - الدرس الثاني : مهما ساءت العلاقة بين الأشقاء العرب ، فالواجب والمنطق يقتضيان عدم التحالف مع الآخرين للوقيعة بالشقيق ، والذين فتحوا الأرض والبحر والسماء للقوات الغازية لاحتلال العراق عليهم أن يتّعظوا ، وسورية بالرغم من خلافها الشديد والعميق مع النظام العراقي السابق إلاّ أنّها تعالت على الجراح ، وكانت منسجمة مع مبادئها ، ولم تتزحزح قيد أنملة في وقوفها مع الشعب الشقيق ؛ 3 - الدرس الثالث : المعارضون العراقيون الذي عادوا إلى بغداد على ظهور الدبابات الأمريكية كانوا أشدّ ظلماً وفتكاً بالشعب العراقي من الغزاة أنفسهم ، والشعب العراقي نبذهم ولن يقبل بهم ، أمّا المعارضة الشريفة التي يمثّلها الشيخ حارث الضاري والسيد مقتدى الصدر فهي التي يمكن الوثوق بها لأنها لم ترمِ نفسها بحضن المحتل .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 766
القراءات: 791
القراءات: 772
القراءات: 862
القراءات: 719
القراءات: 839
القراءات: 784
القراءات: 834
القراءات: 762
القراءات: 805
القراءات: 705
القراءات: 801
القراءات: 794
القراءات: 759
القراءات: 805
القراءات: 939
القراءات: 672
القراءات: 976
القراءات: 1133
القراءات: 875
القراءات: 835
القراءات: 1154
القراءات: 1045
القراءات: 826
القراءات: 983

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية