التي تتضمن محطة الضخ الرئيسية في منطقة عين ديوار وأنابيب الدفع بتكلفة إجمالية تقدر بأكثر من 193 مليون يورو وما يعادل 30 مليار ليرة لما لهذا العقد من أهمية في زيادة المساحات المروية للمحاصيل الاستراتيجية في المحافظة حيث سيروي 150 ألف هكتار جديدة و64 ألف هكتار قديمة سيعاد تأهيلها بحيث تصبح المساحة الإجمالية المروية من المشروع بحدود 214 ألف هكتار والتفاؤل الجديد لا يحتاج إلى مبررات كثيرة لأن الجميع يدرك أن هذا المشروع من أهم المشروعات التنموية الزراعية التي ستساهم في تعزيز الأمن الغذائي بصورة عامة وفي عاصمتها الزراعية الحسكة بشكل خاص ولاسيما أن المشروع يهدف إلى إرواء ما يقارب 220 ألف هكتار والاستغناء عن استجرار مياه ينابيع رأس العين لأغراض الشرب ودعم سدي الحسكة الشرقي والغربي بالمياه وتحقيق الأمن الغذائي والمائي وتشغيل الأيدي العاملة ورفع مستوى المعيشة في المنطقة الشرقية وتأمين الاستقرار السكاني والاجتماعي وتطويرها.
يضاف إلى ذلك أن هذا المشروع يشكل فعلياً منظومة ري متكاملة وهو الحل الاستراتيجي لحل أزمة العجز المائي في حوض الخابور لأن المشاريع الحكومية التي أقيمت على الخابور ومنذ عام 1997 ولتاريخه لم ترو إلا بشكل متقطع لعدم توافر مخازين مائية وانعدام جريان ينابيع رأس العين والسبب كما هو معروف التدهور والانخفاض الذي حصل للمياه الجوفية في حوض الخابور.
ومن هنا تأتي أهمية دعم مياه نهر دجلة لسرير نهر الخابور وإعادة الحياة للنهر الوطني الوحيد في سورية الذي ينبع ويصب في أراضيها والأمر سيتم وفقاً للفنيين الذين يعملون من أجل تحقيق ذلك سواء في مديرية الموارد المائية أو الشركات المنفذة من خلال ربط مشروع ري دجلة مع مشروع ري الخابور وتغذيته بحجم مائي سنوي وذلك لري مشاريع الري الحكومية في المنطقتين الأولى والثانية.
وإذا كان ذلك أحد أهم الأهداف الاستراتيجية لمشروع دجلة فإنه سيعمل إضافة لذلك على تأمين مياه الشرب للمدن والقرى الواقعة ضمن زمام المشروع، ولعل ذلك من أولويات برامج العمل لدى الهيئة العامة للموارد المائية التي تسعى دائماً إلى تقليص الفجوة بين الطلب على المياه والموارد المائية المتاحة من خلال رفع درجة التنظيم للموارد المائية وزيادة الاستفادة منها بما ينسجم مع التنمية المستدامة لهذه الموارد ومن هذا المنطلق نبارك الجهود التي توصل الليل بالنهار كي يصبح الحلم حقيقة وتعود الحياة للخابور عندما يعانق دجلة.
younesgg@hotmail.com