تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


يبقى طموحاً..

الافتتاحيــــة
الخميس 2-4-2009
بقلم رئيس التحرير أســـعد عبــود

استقطبت القمة العربية الحادية والعشرون الأضواء.. قمة ناجحة جديرة بأن ترث ما حققته القمة العشرون على صعيد العمل العربي المشترك.. تلتها على الفور القمة الثانية العربية الأميركية الجنوبية.. ولا شك في أن الأضواء على القمة الثانية الواعدة تأثرت بالأولى.. ثمة علاقة بين الاثنتين تتجاوز زمان ومكان الانعقاد المتحدين تقريباً.

سمعنا من قادة أميركا الجنوبية.. في حديثهم.. في رؤيتهم.. في مواقفهم أكثر من وعد.. أكثر من دعم.‏

البيان المشترك كما الكلمات أكد وقوف دول أميركا الجنوبية إلى جانب الحق العربي دون التباسات تذكر.. بل لعل بعض قادة أميركا الجنوبية أظهروا تضامناً مع الحق العربي والقضايا العربية يزيد على مواقف بعض الدول العربية.‏

لكن.. هل نكتفي كعرب بهذا الموقف السياسي الكبير الأهمية الذي أعلنته أميركا الجنوبية..؟!‏

هل هذا يكفينا..؟!‏

وهل لدى هذه الدول ما يمكن أن نفكر به، ويتجسد عملياً على الأرض دعماً للموقف السياسي ليصل به حد الاستراتيجية المشتركة؟.‏

توجهت أميركا الجنوبية لنا كقمة.. يعني كمجموعة دول عربية.. وهكذا يجب أن نتعامل معها.. فهل لدى كل من المجموعتين وحدة توجه تستطيع أن تستوعب الاستطاعة الكامنة لديهما..؟1‏

لقد تحدث قادة المجموعتين عما هو أبعد من التفاهم السياسي، ومناصرة الحقوق المشروعة، والعدالة والسلام..‏

تحدثوا عن قضايا الاندماج الاجتماعي.. والحوار الحضاري.. ومعالجة القضايا الإنسانية.. مثل البيئة والتعليم والتقدم العلمي وغيرها.. وطبعاً إطار ذلك كله التعاون الاقتصادي.. فمن هذه الدول..؟!‏

ما إمكاناتها..؟!‏

ما الظروف المتاحة للتعاون.. للعمل المشترك.. بل للشراكة؟!..‏

كل العرب أظهروا شغفاً كبيراً للمشاركة مع أوروبا.. وغيرها.. بشراكات غالباً ثنائية.. دون حسابات دقيقة تبنى على النتائج.. وهي بشكل عام شراكات مفيدة وجيدة..«بحدود» لكنها لا تمنع السؤال:‏

وماذا عن احتمالات شراكة مع أميركا الجنوبية؟!‏

هذه دول رغم بعدها الجغرافي ليست غائبة عنا، لاسيما عن المشرق العربي.. عن سورية بالذات، بل إن للثقافة العربية دوراً حقيقياً في التكوين الثقافي لها.. ولا توجد بيننا صورة ماض قاتمة.. ماض استعماري أو ماشابه ذلك..على العكس فإن هذه الدول هي أيضاً عانت من ظلم وتعسف الأقوياء بهذا الشكل أو ذاك.. ويظهر الحراك السياسي الاجتماعي فيها ما يشبه الثورة السلمية المنظمة ضد هذا الظلم..‏

ثم هي دول لها مستوى تكنولوجي وعلمي قد لا يكون بمستوى التقدم في أوروبا وأميركا الشمالية.. ولكنه مستوى جيد -البرازيل مثلاً- ولعله أسهل نقلاً واستفادة للعرب من التقدم في العالم المتقدم..‏

الاتجاه الذي أظهره الخطاب الأميركي الجنوبي كان واضحاً في رغبته بتعاون من جوانب عدة مع العرب..‏

وهم ينظرون لنا كعرب نسأل:‏

هل يتيح نظام القمة العربية أن نتعامل مع هذا التجمع الأميركي الجنوبي باتجاه التعاون والشراكة كمجموعة؟!‏

هل تلتزم كل الدول العربية..؟! هل تستطيع مقررات القمة أن تلزم الأقطار العربية بذلك؟!‏

في كل الأحوال هناك مشروع مستقبلي ممكن مع أميركا الجنوبية إن أحسنا كعرب التوجه له.. دون طغيان القرار على أحد.. لكن بالتفاهم..‏

وليكن التعامل مع أميركا الجنوبية بنداً دائماً على اجتماعات القمة العربية التي تلتئم كل سنة في حين مع أميركا الجنوبية كل أربع سنوات..‏

هل هو طموح عابر للواقع؟ يبقى طموحاً...‏

a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 02/04/2009 09:37

نعم أيها الكاتب, يبقى الأمر طموحا , إنما بفضل كثرة من عقبات ومطبات سيبقى طموحا وقد لايرى نور الواقع, وعلينا القول على الملأ: أن إدارة الأزمة لاتعني حلها, فكيف إذا كان الأمل بسريان إدارة الأزمة محدودا لايبشر بتحققه؟, فمتى سنصل لحل الأزمة إذن؟.

نبيل طويشة |  twaisha@yahoo.com | 02/04/2009 14:21

هو تمني ولكن يلزمة المتابعة فكلانا كان مسرحا لامريكا ولا ننسى مصطلح الحديقة الخلفية لامريكا والمصالح الاستراتيجية لها في منطقتنا العبرة في التنفيذ .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 791
القراءات: 820
القراءات: 811
القراءات: 903
القراءات: 750
القراءات: 871
القراءات: 816
القراءات: 860
القراءات: 791
القراءات: 836
القراءات: 741
القراءات: 829
القراءات: 828
القراءات: 791
القراءات: 832
القراءات: 963
القراءات: 699
القراءات: 1008
القراءات: 1167
القراءات: 902
القراءات: 860
القراءات: 1186
القراءات: 1074
القراءات: 855
القراءات: 1014

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية