ولا يتوقف الأمر عند حد المواجهات العسكرية بين أبناء الوطن الواحد، فهناك قرابة مئتي ألف يهودي يعيشون داخل فلسطين المحتلة يستعدون للهجرة والانتقال إلى أربيل على اعتبار أنهم يعودون إلى موطنهم الأساس وهذا العدد الكبير يشكل القوة العسكرية الداعمة للكيان الانفصالي المجهزة للدخول في المواجهة مع بغداد حين تأتي لحظة الحرب المتوقعة.
لم تكن الخطوة الكردستانية الغامرة الأولى في تاريخ المنطقة فقد سبقتها محاولات للانفصال وإقامة كيانات غريبة مستقلة لكنها كانت تواجه بالقمع والقضاء عليها خلال شهور معدودة.
واليوم يعاود الملا مسعود البرزاني المغامرة الحمقاء معتمداً على تغيرات إقليمية أبرزها قوة النفوذ الصهيوني والعلاقات التي تربط الكيان الصهيوني بكل من تركيا ومشيخات الخليج العربي، ولعل ذلك يساعد في دعم بنيان الكيان المنشود. لكن الانفصاليين وعلى رأسهم مسعود البرزاني يتناسون حقائق التاريخ والجغرافيا والعلاقات الثقافية والاجتماعية، وهم عمدوا إلى لجم الأصوات الرافضة للمغامرة ومارسوا عليها ضغوطات كبيرة، وخاصة على المثقفين ورجال الأعمال ممن يرون المستقبل المظلم الذي ينتظر منطقتهم في حال الانفصال، ويدركون حجم الخراب والدمار الذي سيصيب المنطقة جراء هذه الخطوة الحمقاء، إذ يرون أن هذا الاجراء يشكل تحدياً حقيقياً لهيئة المنطقة العربية فضلاً عن وحدة التراب العراقي، وهي ستكون أشبه بإسرائيل جديدة تتواجد في محيط معاد من الجهات الأربع، وليس أمامها إلا الدخول في حرب تناحرية سيكون الشعب الكردي البريء وقودها، ووقود المطامع والمخططات الصهيونية.