تقول الأحداث والأفعال إن الجانب السوري يمتلك نفساً طويلاً ورغبة جامحة لحلّ الأزمة عبر القنوات السياسية والحوار، فذهب مع كل الطروحات السلميه الدولية إلى أقصى الحدود.. بالمقابل وعلى الضفة الأخرى امتلك «الضامن الإرهابي» التركي حبالاً متعددة للمراوغة واللعب عليها، مستغلّاً الحكمة والصبر السوري للحصول على أكبر كمٍّ من المكاسب التي يمكن سرقتها من وراء دعم الإرهابيين في إدلب.. فيتحدث بلسان السلام في «أستنة وسوتشي» ويمدّ يد الإجرام للإرهابيين في إدلب.
لم تكن السياسة السورية فيما سبق من باب الضعف أو « قصر حربة» بل إفساحاً للمجال أمام الدبلوماسية، رغم معرفته بعدم التزام الأميركي والتركي ومن يقف خلف الإرهاب في إدلب بأي اتفاق.. إلى أن وصلت الأمور وخواتم التآمر إلى ما يسمّى «المنطقة الآمنة» المزعومة، وكان لا بدّ من تنفيذ اتفاق سوتشي ولكن على الطريقة وباليد السورية.. طريقة النار التي يفهمها الإرهابيون وداعموهم، ليكون حديث بندقية الجندي العربي السوري الأصدق والأقوى على مشارف الهبيط وفي الريف الجنوبي الغربي من إدلب.
بين الظاهر والممكن تاه الأميركي والتركي ومرتزقتهما في قراءة إمكانيات وقدرة الجيش العربي السوري في صون وحدة تراب الوطن، وتناسوا أن الجزيرة السورية أرض عربية سورية لن يرفرف فوق ثراها سوى علم الجمهورية العربية السورية، رغم كثرة ألوان الرايات التي يحاول البعض الخائن والعميل رفعها هناك.