تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


القضية الرئيسية

البقعة الساخنة
الاثنين 10/9/2007
محمد خير الجمالي

في حديثه الشامل لمحطة (سي بي إس) الأميركية, كشف السيد الرئيس بشار الأسد عن حقائق الوضع في العراق من كل جوانبه, فأشار إلى غياب العملية السياسية هناك ومشكلة اللاجئين العراقيين في سورية,

وافتقاد الحكومة العراقية للسلطات والصلاحيات, وفنّد الادعاءات الأميركية حول دخول مقاتلي القاعدة إلى العراق عبر سورية, مؤكداً أن القضية الرئيسية تتمثل في الحرب على العراق وفي القرارات الخاطئة والادعاءات الكاذبة والتضليل.‏

هذه الحقيقة الأخيرة حول القضية الرئيسية توضح كل أسباب الوضع المأساوي الرهيب الذي انتهى إليه العراق وشعبه, وتكشف عن أسباب المأزق الصعب الذي انتهت إليه إدارة المحافظين الجدد بزعامة الرئيس بوش في العراق وعلى مستوى علاقاتها الاقليمية والدولية, بقدر ما تؤكد الحقيقة نفسها بأن تجاوز العراق لوضعه المأساوي وتخطي الولايات المتحدة لمأزقها العسكري والاستراتيجي والسياسي فيه يكمنان فقط في اعتراف إدارة بوش الصريح بأنها أخطأت في الحرب على العراق وأخطأت في كل الاستراتيجيات التي اعتمدتها بعد شن الحرب, ومارست الكذب والتضليل للتغطية على إخفاقاتها , بقدر ما يكمنان في اتخاذ قرار جريء وشجاع يبنى على الاعتراف بالخطأ ويهدف إلى تصحيحه خدمة لمصالح الشعب الأميركي وحقوق الشعب العراقي واستقرار المنطقة, وذلك هو قرار الانسحاب الشامل والمجدول من العراق , والكف عن الانسياق وراء أوهام نصر مزعوم يعرف الأميركيون قبل غيرهم أنه لن يأتي مهما طال الزمن بوجودهم العسكري هناك.‏

لولا الحرب على العراق لما قتل أكثر من مليون عراقي دون سبب سوى وجود الاحتلال وسياساته الدموية, ولما تم تهجير ملايين العراقيين إلى سورية والدول الأخرى في المنطقة وخارجها , ولما قتل وشوه آلاف الجنود الأميركيين وساءت سمعة أميركا وسياستها وعلاقاتها الدولية.‏

إذاً, الحرب وسياسات الكذب والتضليل التي رافقتها هي القضية الرئيسية لأنها السبب في إدماء العراق وزعزعة استقرار المنطقة والسلم الدولي, والسبب في القلق الذي يساور أغلبية الأميركيين على مصير جنودهم في العراق واستقرار مصالح بلادهم وشعبهم وصورة دولتهم التي شوهها كذب المحافظين الجدد فأصبحت دولة بلا مصداقية في عيون العالم. وما لم تحل هذه القضية الرئيسية بسحب القوات الأميركية وفق جدول زمني محدد, وبوقف سياسة الكذب والتضليل, فإن التداعيات القادمة للحرب ستكون أشد خطورة من كل ما سبقها..‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 09/09/2007 23:35

الموضوعية وصقل الحضور الشخصي وإتقان الحرفة مع شيء من المكر السياسي هو ماميز خطاب أسدنا الشاب, وهذا مايفتقده حضور أغلب القادة العرب.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد خير الجمالي
محمد خير الجمالي

القراءات: 1046
القراءات: 1026
القراءات: 968
القراءات: 1108
القراءات: 1065
القراءات: 1044
القراءات: 1032
القراءات: 996
القراءات: 1190
القراءات: 1089
القراءات: 1111
القراءات: 1662
القراءات: 1239
القراءات: 1165
القراءات: 1094
القراءات: 1082
القراءات: 1157
القراءات: 1153
القراءات: 1207
القراءات: 1226
القراءات: 1143
القراءات: 1271
القراءات: 1322
القراءات: 1339
القراءات: 1173

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية